رياضة

ماذا بعد انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية؟

انتهت انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية وطار كل ما قيل عنها حول التدخلات السياسية والطائفية في الهواء، فأسفرت عن 14 فائزاً من ضمن المعادلة الميثاقية اللبنانية (7 مسلمين و7 مسيحيين)، ولم يكن من بينهم سوى شخص واحد يحمل صفة حزبية، وهو جهاد سلامة، المنتمي رسمياً إلى “التيار الوطني الحر”، ويشغل منصب رئيس هيئة الرياضة في “التيار”.

كان يؤمل أن تسير الأمور بشكل طبيعي بعد إعلان النتائج، واحترام الذين صوتوا في صندوق الاقتراع، لكن سلامة غرّد خارج السرب وقدّم استقالته مع زميله رولان سعادة، ووضع في جيب بيار جلخ ورقة تتضمّن الاستقالتين، علمًا أن محضر الجلسة قد أقفل ولم يرد أي ذكر لهاتين الاستقالتين.

وكان اللافت أن المقربين من سلامة كتبوا وغرّدوا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف أن التدخلات السياسية والطائفية هي التي أفرزت النتائج، ما أثار استياء معظم الفائزين ومؤيّديهم.

المنسّق العام لمصلحة الرياضة في “تيار المستقبل”، فيصل قلعاوي، أصدر بيانًا رسميًا اليوم، هنّأ فيه الفائزين وشدّد على أن التحالفات الرياضية هي التي أوصلتهم وليست “التحالفات السياسية”، مؤكداً حرصه على الميثاقية، وقال: “على الرغم من الشائعات والتهويلات التي مورست علينا، كنا بصدد تقديم استقالة مرشحينا لو أسفرت النتائج عن خرقٍ للميثاقية”.
وطالب قلعاوي “سلامة وسعادة” تجاوز الانتخابات بالعودة عن استقالتيهما والتعاون مع الأعضاء الباقين، لما فيه مصلحة الرياضة اللبنانية.

وبانتظار تحديد موعد جلسة توزيع المناصب، راجت شائعات كثيرة مختلفة الاتجاهات، أن هناك محاولات لكسر العرف القائم منذ الخمسينات والمتمثّل بإعطاء رئاسة اللجنة إلى المسيحيين، بنقلها إلى المسلمين تماشياً مع نتائج الانتخابات عبر النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية، المهندس هاشم حيدر، ما ردّ عليها حيدر بابتسامة ساخرة، وقال في حديث لـ”أحوال”: “يخيطوا بغير هالمسلّة، أنا شخصياً وبالنيابة عن رفاقي الفائزين، نعلن تمسّكنا بهذا العرف ونرفض رفضاً قاطعاً المسّ به”.

هاشم حيدر أكد التمسك بعرف الرئيس المسيحي

كلام حيدر وقبله قلعاوي يؤكد أن التدخّلات الطائفية لو كانت فاعلة كما يروّج البعض، لتمّ استغلالها في تغيير مذهب الرئاسة وكذلك خرق معادلة (7/7)، مع الإشارة إلى أنه سبق لرئيسين مسلمين أن تولّيا الرئاسة وهما حسين سجعان (من 4 تشرين الثاني 1948 إلى 18 آب 1949)، وخليل حلمي (من 18 آب 1949 إلى 19 حزيران 1953)، ومن بعدهما ذهبت الرئاسة إلى المسيحيين وما تزال.

من جهته، ردّ الفائز من لائحة التحالف، جاك تامر، على ما يُقال حول التدخّلات السياسية، وقال لـ”أحوال”: “أبدأ بنفسي، فأنا ليس لي أي مرجعية سياسية، ومعظم الزملاء هم كذلك، وخضنا الانتخابات بتحالفات رياضية صرفة”، مضيفًا: “وكما هو معروف في لبنان، هناك مؤيدون لزعماء ولأحزاب سياسية من مختلف الاتجاهات، وهو أمر طبيعي، لكن من بين المرشحين الـ20 لم يكن سوى شخص واحد يحمل صفة حزبية رسمية ويعمل من خلالها، وهو جهاد سلامة، وسبق له التصريح بعد الانتخابات أنه يحترم نتيجة صندوق الاقتراع”.

وأنهى تامر حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أنه في جميع الأحزاب اللبنانية هناك مكاتب للرياضة، ومن الطبيعي أن تعمل في الانتخابات وتشكّل تحالفات لضمان فوز مناصريها، سائلًا: “فما هو العيب في ذلك، وهل مسموح لسلامة أن يتدخل عبر مكتب الرياضة في “التيار”، وممنوع على الآخرين القيام بذلك؟”.

الآن، باتت نتائج الانتخابات خلفنا والمطلوب مواجهة التحديات الصعبة التي تواجهها الرياضة اللبنانية، والمترافقة مع أزمات سياسية ومالية واقتصادية ومعيشية غير مسبوقة في تاريخ الوطن، والحلّ الوحيد لمواجهة هذه التحديات هو التكاتف والعمل كفريق واحد في محاولة للاستنهاض، على الرغم من صعوبة الأوضاع.

يوسف برجاوي

يوسف برجاوي

عميد الصحافة الرياضية العربية والآسيوية. الرئيس الفخري لجمعية الاعلاميين الرياضيين اللبنانيين. مدير تحرير الرياضة في جريدة السفير من العام 1974 الى حين توقفها عن الصدور في العام 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى