صحة

وباء صامت يفتك باللبنانيين وأطفالهم !

18% من الأطفال اللبنانيين يحتضنون بكتيريا مقاومة لأدوية الالتهابات: الوباء الصامت يفتك باللبنانيين

بحسب البروفيسور في العلوم الجرثومية والغذائية في كلية الأغذية والعلوم الزراعية في الجامعة الأميركية عصمت قاسم  فإنّ 18% من الأطفال في لبنان، في عمر السنتين وأقلّ، يحملون بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية وأدوية الالتهابات، وهذه ثاني أعلى نسبة في العالم بعد بوليفيا.

الدراسة الجديدة أعدّها فريق بحثي برئاسة قاسم في مختبر ميكروبيولوجيا الغذاء في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع جامعة جورجيا الأميركية، وشملت 72 طفلاً من دور حضانات في خمس مدن (بيروت، صيدا، طرابلس، الشويفات وجونية)، تبيّن بعد إخضاع حفاضاتهم لفحص بكتيريا e.coli، أن 13 منهم يحملون جينات mcr.

وهذه الجينات مقاومة لكل المضادات الحيوية بما فيها الكوليستين، أحد أكثر المُضادات فعالية والذي يتم اللجوء إليه عادة بعد فشل بقية المُضادات، ويُعرف بـ«الملاذ الأخير» في الحالات المستعصية. ما يعني ان  الأمراض التي كان يمكن علاجها بالمضادات ستعود مرة أخرى أمراضاً مميتة مرة أخرى

منظمة الصحة العالمية تصف مقاومة المُضادات الحيوية بالوباء الصامت، وتعتبره في دراسة نشرت عام 2016، واحداً من أكبر الأخطار التي تهدد الصحة العالمية، وقد تتسبّب بوفاة نحو 10 ملايين شخص سنوياً بحلول سنة 2050.

الدراسة، وفق مُعدّيها، استندت إلى تقنيات علمية حديثة أتاحت تحديد مصدر البكتيريا في البيئة والطعام. ولفتت إلى أن العيّنات أُخذت من حضانات مرخصة من وزارة الصحة وتتمتع بمعايير التزام وكفاءة أعلى من غيرها مشيرةً الى أن الوضع أخطر في باقي الدور والحضانات خصوصاً التي لا تلتزم بالشروط الصحية

وكان الفريق البحثي نفسه قد أثبت في دراستين سابقتين اكتساب الجراثيم في البحر اللبناني مناعة ضد معظم أدوية الالتهابات، ومن ضمنها عقار «كوليستين» بسبب انتشار جينات المناعة المتنقلة، فضلاً عن أن استخدام مزارع الدجاج في لبنان هذا العقار بشكل مفرط لزيادة إنتاج الطيور وتسريع تسمينها، ما أدّى الى انتشار جين MCR المقاوم للمضادات الحيوية، بما فيها الكوليستين نفسه.

إعداد وتنفيذ: أيمن جوني

 

 

 

 

 

أيمن جوني

صحافي لبناني. منتج ومنفذ محتوى متعدد الوسائط. يحمل شهادة الماجستير في الإعلام وإدارة البيانات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى