منوعات
أخر الأخبار

البوارج الأجنبية تستبيح بيروت.. إعادة الإعمار أم الاستعمار؟!

تحوّلت بيروت إلى قبلة البوارج الأجنبية، فجاءها ما هبّ ودبّ من السفن الحربية المدجّجة بالـ “إغاثات”، وتسابق كلّ من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إلى إرسال الأساطيل الحربية، طائرات ومروحيات ومدمرات وجنود.. فهل زحمة البوارج هذه تقتصر مهمّتها على تقديم المعونة إلى شعب أنكبه انفجار كما أنكبه التدخل الخارجي، أم أنّ هناك أجندات سياسية مغلّفة بثوب الإغاثة ووراء الأكمّة ما ورائها؟.

المشهد يُظهر أنّ بيروت بموقعها الاستراتيجي على البحر العابر للقارات لا زالت تدغدغ ذكريات مستعمِر اندَثر ومنتدِب اندَحر، ويستطيع المتابع لأحوال المنطقة أنّ يقرأ في “مناورات البوارج” رسالة سياسية يوجهها فريق دولي إلى فريق دولي آخر، لإرساء توازن وترسيخ نفوذ وتثبيت قدم.

الحذر من مجيئ هذه السفن هو واجب بالنسبة للمقاومة

المحلل العسكري والسياسي سمير حسن رأى في زيارة البوارج عرض عضلات في رسالة لقوى خارجية. وقال لـ “أحوال” إنّ الغرب يعتقد أنّ الصراع على المتوسط مع وجود الثروة النفطية يستدعي استعراض القوّة للتأكيد على وجودهم في المنطقة.

في المقابل كان الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني أكثر إيجابية معتبرًا أنّ لا شيء ينبئ بأن هذه السفن ذات مهمّة عسكرية أو حربية حتى الساعة، وأضاف لـ “أحوال”: “غالبية العسكريين أتوا على متن هذه السفن لمواكبة عمليات الإغاثة ووصول المساعدات إلى لبنان”.

معربوني وإذ قال مستدركًا إنّه لا يمكن مقاربة أي عملية سواء كانت سياسية أو عسكرية مقاربةً ذات بعد أحادي، أضاف “بالتأكيد الحذر من مجيء هذه السفن هو واجب بالنسبة للمقاومة في لبنان ومحور المقاومة لأنّ طبيعة هذه السفن وجنسياتها تنتمي إلى محور معادٍ لها”.

صراع المستعمر مع المنتدِب

تزامنًا مع قدوم السفن الحربية، تراشق الفرنسي والتركي التُهم محاولًا كلّ منهما رمي الظن بالآخر والتشكيك بنواياه وتجريده من النية الصافية تجاه لبنان.
فقد شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، قائلاً “لسنا في لبنان من أجل التقاط الصور أو الاستعراض أمام الكاميرات كما يفعل البعض”.
وأضاف “ماكرون همّه الوحيد هو إنعاش الفكر الاستعماري مجدداً”.
في المقابل لم تتوانَ فرنسا عن الإعلان عن امتعاضها من الموقف التركي الذي يعكس طبيعة الصراع التركي والفرنسي الذي ظهر إلى العلن بشكل واضح سواء بالنسبة لعمليات التنقيب التركية في مياه اقليمية متنازع عليها بين لبنان وتركيا أو سواء بالنسبة للتدخل التركي في ليبيا.

تعقيبًا على هذا الجانب، قال معربوني: “الحضور الأكبر إلى الآن هو الحضور الفرنسي، ويمكن أن يُقرأ السلوك الفرنسي على أنّه رسالة للجانب التركي بشكل أساسي في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف: “عدا ذلك حتى اللّحظة استقدام حاملات طائرات أميركية هو أمر روتيني ويحصل بشكل دائم، فهذه المرحلة ليست مرحلة حرب كبرى وليست مرحلة تسوية كبرى بل إنّها مرحلة هدنة سيتخللها الكثير من المفاوضات تحت الضغط”.

توازيًا قال حسن: “التحذير الفرنسي حول الحضور التركي يقابله تشديد الحديث التركي عن الحضور الفرنسي، ما يجعل المشهد أوضح حول ارتفاع مستوى المزاحمة بين الطرفين على النفوذ في المتوسط”.

السيادة مفهوم أفلاطوني

في ظل تزاحم الحضور الدولي على الساحة اللّبنانية والتبارز للسطو على الحصّة الأكبر من “اللّعبة” يقفز إلى ذهن المواطن الرائي لكل ما يدور بعيدًا عن المشاركة السؤال التالي: هل السيادة مفهوم أفلاطوني غير قابل للإنجاز؟.

نُهاد غنّام

نُهاد غنّام

صحافية تمارس المهنة منذ العام 2007، حائزة على الماستر في الصحافة الاقتصادية من الجامعة اللّبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى