مجتمع

كورونا يجتاح المخيّمات الفلسطينيّة والالتزام بالإقفال العام لا يتعدّى الـ٦٠ بالمئة

استنفار كل الفرق الطبيّة في المخيّمات لمواجهة الوباء

لم تكن المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان بمنأى عن انتشار فيروس “كورونا” على الرغم من المحاولات العديدة التي قامت بها الفرق الطبيّة والهلال الأحمر الفلسطيني ولجان الأحياء والدفاع المدني الفلسطيني في بداية الجائحة من تعقيم لمداخل المخيمات وإجراء فحوص PCR وذلك تجنّباً للوقوع في المحظور الذي يتخوّف منه الجميع وخاصة أن المخيمات تعاني من اكتظاظ سكاني وتفتقر للخدمات في ظل الأزمة الماليّة التي تعاني منها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان “أنروا”.

 

ارتفاع عدد الإصابات في المخيمات

مساء السبت 13 شباط/فبراير أعلن رئيس قسم الصحّة في “أنروا” الدكتور عبد الحكيم شناعة أن العدد التراكمي للإصابات في أوساط الفلسطينيين بلغ 5656 إصابة، أما الحالات النشطة 935 حالة، وحالات داخل المستشفى الآن 109، الوفيات بلغت 193 وفاة، وخلال آخر 24 ساعة تم تسجيل 85 حالة، بينما في مخيم عين الحلوة بلغت عدد الحالات النشطة 217 حالة.
وحول الخدمات التي تقدمها “أنروا” للمصابين قال الدكتور شناعة لـ “أحوال”: منذ بداية الجائحة تقوم “أنروا” بمتابعة حالات المصابين الفلسطينيين في المخيّمات وخارجها، وتم افتتاح مركز للحجر في كليّة سبلين، كما أنه يتم تأمين سرير لأي مصاب فلسطيني يحتاج إلى دخول المستشفى مع تغطية التكاليف بشكل كامل، لكن يُطلب من الجميع اتخاذ الاجراءات للحد من الانتشار.

تخوّف من انتشار الوباء بشكل أكبر ومتسارع واستنفار صحّي

أبدى عدد من أبناء مخيم عين الحلوة تخوفهم من تسارع وتيرة الإرتفاع بالإصابات حيث أنه في الأيام الأخيرة لوحظ إزدياد في عدد الحالات وخاصة بين أفراد العائلة الواحدة، ما يتوجب اتخاذ الإجراءات الوقائيّة بشكل جديّ أكثر للحد من انتقال العدوى.
مدير عام مستشفى الهمشري التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور رياض أبوالعينين قال: منذ حوالي شهر قمنا بحملة فحوصات PCR في المخيمات والتجمعات الفلسطينيّة نتيجة شعورنا بأن هناك خطر قادم من خلال إزدياد حالات الإصابة داخل المخيمات، ولم تكن نسبة الإصابات تتخطى 10% من عدد السكان، لكن مع ازدياد حالات الإصابة في لبنان بشكل عام ازدادت الحالات في المخيمات، عندها أرسلنا أربعة فرق طبيّة إلى مخيم عين الحلوة وكل فريق يتكون من طبيب وممرضين ومسعف مع سيارة إسعاف، مزودين بكافة اللوازم الطبيّة التي يحتاجونها لتقييم الوضع الصحي على الأرض وفحص المرضى داخل منازلهم، وفي اليوم الأول تمت زيارة خمسة أحياء في المخيم تبيّن أن هناك 52 مصاباً إحتاج منهم إثنان فقط لدخول المستشفى، بينما البقية يمكن معالجتهم في منازلهم وخاصة أن إسطوانات الأكسجين متوفرة لكل مريض بعد أن تبرع بها أبناء الجالية الفلسطينية في أوروبا.
يلفت إلى التخوف من الزيادة نتج عن إجراء فحص لعدد 22 شخص مخالط أو لديهم أعراض تبيّن إصابة 12 شخص أي ما نسبته 50% وهذا عدد مرتفع لكن الذي طمأننا أن الحالات لديها عوارض خفيفة ولا تحتاج دخول مستشفى، وهم قيد المتابعة من الفرق الطبيّة المختلفة داخل المخيّم، وإعطاء التوجيهات لعائلات المصابين بكيفية الحجر والالتزام بإجراءات الوقاية.

من ناحية أخرى استنفرت كافة الفاعليات واللجان الشعبية والأهلية في المخيم خوفاً من تفشي العدوى بشكل أكبر، وأعلن اللواء منير المقدح وضع مستشفى الأقصى التابع لجمعية الهلال الأخضر الخيري بتصرف مرضى كورونا وتحويله إلى مستشفى ميداني لتقديم العناية الطبيّة العاجلة.

المحال التجارية في المخيم لم تلتزم الإقفال العام

لم تلتزم المحال التجاريّة في المخيم الإقفال العام وبقيت المحال في “سوق الخضار” تستقبل الزبائن وهو السوق الحيوي في المخيم ويضم محالاً تجارية مختلفة، وحول عدم الالتزام يقول رئيس لجنة تجار السوق سامي عبد الوهاب لـ “احوال”: عدم التزام المحال التجاريّة بالاقفال هو عدم وجود دخل آخر في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها أبناء المخيم، لكن لجنة السوق أخذت على عاتقها اتخاذ إجراءات الوقاية وهناك ما يقارب 70% من زبائن السوق يلتزمون وضع الكمّامة، ونحن في لجنة التجار تحت سقف القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينيّة التي يعود لها اتخاذ قرار الإغلاق العام أو أي إجراء آخر حفاظاً على صحة أبناء المخيم.

الوضع الاقتصادي سبب رئيسي لعدم الالتزام

رئيس لجنة حي طيطبا الاجتماعية هشام قاسم قال لـ “أحوال”: الالتزام بالمخيم حوالي 60% وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الضاغط كذلك تقصير المؤسسات وخاصة وكالة “أنروا” دفع بالمحال التجاريّة فتح أبوابها، ولوحظ إزدياد بالحالات في بعض الأحياء.
الناشط الاجتماعي محمد حسّون قال: المشكلة تكمن في عدم توجه المخالطين لإجراء فحص PCR وقد يكون مصاباً وينقل العدوى لغيره، ونحن نتخوف من سرعة الانتشار لأن هناك اكتظاظ سكاني في المخيم عدا أن البيوت متلاصقة، علماً أن هناك بعض الأحياء اتخذت إجراءات للحد من انتشار الوباء، لكن على سكان المخيم اتخاذ اجراءات الوقاية بشكل أكبر لأن هناك عدم التزام.
الناشط حسام ميعاري بمرافقة فريق المستجيب الأول في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يقومون بتوضيب الخضار التي يتبرع بها أحد تجار الخضار الفلسطينيين لتوزيعها على العائلات الملتزمة الحجر المنزلي داخل المخيم.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى