مجتمع

“أحوال” في منزل بطل العالم الطفل علي عوالا… قصة نجاح تستحق أن تروى

على الرّغم من سوداوية المشهد السّياسي والاقتصادي والنّقدي، وحتّى المشهد التّربوي الذي قيل فيه “الطّش” عالميًا، جاء نبأ فوز التّلميذ علي مرعي عوالا ببطولة العالم في مسابقة الحساب الذّهني، كبارقة أمل بأنه لا يزال هناك متّسع من التفاؤل والنّجاحات في لبنان.

ابن بلدة تولين الجنوبية وصاحب السنوات التسع، بدأ مسيرته في برنامج الحساب الذّهني مع Genius Map منذ أن كان في الخامسة من عمره ليحصد سبعة كؤوس في مسابقات مختلفة أقيمت في لبنان، واليوم جاء دور بطولة العالم Champion of the world، لينتزعها علي عوالا بكل جدارة من ممثلي الصّين وكوريا وأميركا والأردن وماليزيا وأستراليا وماكو وبريطانيا وسابا واليابان وهونغ كونغ، في مباراة نظّمتها Association of Professional Abacus، والتي أقيمت عن بعد نتيجة تفشّي فايروس كورونا.

كنت واثقًا بأني سأكون بطل العالم في مسابقة الحساب الذّهني، والمسابقة كانت سهلة بالنّسبة لي، لأنّي كنت أتدرّب بشكل مكثّف ومتواصل فور تبلّغي بموعد المسابقة، هذا ما قاله البطل علي عوالا في حديثه لـ”أحوال”، ولفت إلى أنّ مدرّبي Genius Map  في لبنان قدّموا له كل الدّعم والتّدريب، ليكون جاهزًا لهذا الاستحقاق.

ويلفت عوالا إلى أنّ طموحه هو إكمال هذه المسيرة بالسّفر إلى الخارج لتطوير قدراته، وليصبح مدرّبًا في الحساب الذّهني، فضلًا عن متابعته لتصحيله العلمي.

مرعي عوالا والد الطفل علي، لفت إلى أنّ ما حقّقه نجله يعدّ إنجازًا لكل لبنان، خصوصًا أنّ الوطن يمرّ بأزمات صعبة ولا يوجد أخبار مفرحة، إلّا أخبار النّجاحات والتفوّق التي يحققها اللّبنانيون في كل الميادين، وما حقّقه علي أدخل البهجة إلى قلوب كل المحبّين وكل من سمع بهذا الخبر.

ويشير عوالا إلى أنّ نجله أمضى وقتًا طويلًا في التّحضير والتّدرّب المستمر، حتى يوم انطلاق المسابقة، ومنذ شهرين تلقى الدعوة للمشاركة في هذه البطولة التي تقام على مستوى العالم منGenius Map ، كون مستواه وعمره يخوّلانه المشاركة فيها.

عوالا شكر كل من تابع علي وأعطاه الدّعم اللّازم للمشاركة والفوز في البطولة، وخصوصًا أسرةGenius Map ، لكنّه أسف لعدم اهتمام وزارة التربية والتّعليم العالي بهذا الإنجاز وكأنّ الموضوع خارج عن اهتماماتها، ولفت إلى أنّ الاهتمام الإعلامي كان خجولا مع خبر فوزعلي ببطولة العالم.

التلميذ علي عوالا اجتهد وثابر وحقّق بطولة العالم في الحساب الذّهني، ليرفع اسم لبنان عاليًا، إلّا أنّ اللّافت في فوزعلي تغييب خبره عن الإعلام، وعدم اهتمام العديد من القنوات والإذاعات والمواقع الإلكترونية بهذا الإنجاز، فضلًا عن لا مبالاة المعنيين في الدولة، ربّما ما تقدمّه هذه القنوات أعمق وأهم، وربما نشر أخبار الظّواهر الغريبة والعجيبة على غرار  كتورة ورملاء وغيرهما على مواقع التواصل الإجتماعي وجعلها حديث الشعب أجدى وأنفع، إنه جوع الرّيتينغ، وعلى الرّغم من ذلك سينحدرون جميعًا إلى الدّرك الأسفل ومن بعدها النّسيان، وسيبقى اسم علي ورفاقه مدوّن على صفحات المجد اللّبناني.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى