منوعات

ماذا يحضّر الحريري لذكرى 14شباط؟

على كلمةٍ متلفزةٍ للرئيس سعد الحريري، سيقتصر إحياء الذكرى الـ 16 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط، إذ تقرّر إلغاء الاحتفال المركزي وكافة النشاطات المناطقية في ظلّ ما تعيشه البلاد من ظروف استثنائية جراء تفشي جائحة كورونا.

كلمة الحريري بين تحميل المسؤوليات وخارطة الطريق

أمّا عن مضمون كلمة الرئيس المكلّف، فلن يكون بعيداً عمّا قاله في بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بل سيكون تتمّةً له. وتشير مصادر تيّار المستقبل إلى أن الحريري سيجري ما يشبه مكاشفةً أمام الرّأي العام اللّبناني تتطرّق إلى ملف تشكيل الحكومة والعراقيل التي تعيق تقدّمه بعد أربعة أشهرٍ على التكّليف والتي تضرب أصل وجوهر المبادرة الفرنسية، وبالطّبع اللاءات التي يتمسّك بها، والتي يجد فيها التزاماً من قبله بمعايير المبادرة التي وافقت عليها كلّ الأطراف في لقائها مع الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الصّنوبر.

وتضيف المصادر أنّ مواقف الحريري تأتي بعد جولةٍ عربيةٍ وأوروبيةٍ أكّدت على دعم الجميع للمبادرة، وأن كلمته ستتضمّن أيضاً خارطة طريقٍ للمرحلة المقبلة كما جرت العادة في ذكرى 14 شباط.  

 

من الإليزيه إلى بعبدا

زيارة الحريري إلى بعبدا جاءت بعد يومين من لقائه الرئيس ماكرون في باريس، وقبل يومين من كشف الحساب المرتقب يوم الأحد، وهو ما يُقرأ على أنّه محاولة لتلافي الضغوط التي تُمارس عليه وتدعوه إلى أخذ زمام المبادرة داخلياً عوضاً عن التّجول بين العواصم العربية وغيرها. كما أن الحريري أراد إيصال رسالةٍ مفادها أنّه أدّى قسطه إلى العُلا وقام بما يتوجّب عليه، وأنّ الكرة أصبحت في ملعب بعبدا، محاولاً بذلك إحراج فريق رئيس الجمهورية، وهو ما يؤكده قوله: “يجب الإسراع في تشكيل الحكومة وعلى كلِّ فريقٍ تحمّل مسؤولية مواقفه من الآن وصاعداً”. 

 

لا جديد في خطوةِ الحريري، بل هي عودٌ على بدء، إذ لا تختلف في فاعليتها وتأثيرها عمّا أقدم عليه حين سلّم الرئيسَ عون تشكيلةً من 18 وزيراً. هذا التصعيد الجديد الذي يضع ملف التأليف في سياق احتدام المواقف بين بعبدا وبيت الوسط، تظهّر أكثر من خلال تشبّث الحريري خلال اللقاء بطرح حكومةٍ من 18 وزيراً، لا ثلثَ ضامناً فيها لأي طرف، وبطرح أن الوزراء الخمسة الذين سيكونون من حصة رئيس الجمهورية، يضاف إليهم وزير الطاشناق، إما أن يسمّيهم الرئيس عون ويوافق عليهم الحريري، أو أن يبادر الأخير إلى تسميتهم ومن ثم توافق عليهم بعبدا.

 

هل ينجح ماكرون في التسويق للبنان خلال زيارته الخليج؟

من قصر الإليزيه إلى قصر بعبدا، تحرّك الرئيس المكلّف معوّلاً على الدعم الفرنسي والدور الذي سيلعبه الرئيس ماكرون خلال زيارته إلى السعودية والإمارات منتصف الشّهر الجاري، وهو الذي سيتطرق خلال لقاءاته في أبو ظبي والرّياض إلى الأوضاع في لبنان ووجوب عدم تركه في مهبّ الرّياح، ولا سيما أن التعويل على “الفرصة الذهبية المواتية التي نملكها” يستمدّه الحريري من مساعيه المدعومة فرنسياً لترميم علاقات لبنان مع محيطه العربي، في تعويلٍ على جهود ماكرون في حشد الدعم الدّولي للبنان من أجل القيام بالإصلاحات اللازمة ووضع حدٍّ للإنهيار الإقتصادي وإعادة إعمار ما دمّره إنفجار مرفأ بيروت.

 

آلاء ترشيشي

آلاء ترشيشي

مذيعة ومقدمة برامج. محاضرة جامعية. حائزة على ماجستير في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى