مجتمع

سرقة مئتي ريغار على أوتوستراد الأوزاعي… ماذا يفعل السارقون بها؟

يازا تحذّر: أفخاخ تهدّد سلامة المارة

في الآونة الأخيرة، شاعت أخبار جرائم السرقة بشكل شبه يومي في لبنان، إمّا سلب أشخاص بقوّة السلاح أو سرقة ممتلكاتهم، أو قتلهم بهدف السّرقة، وكل هذا على أعين كاميرات المراقبة التي غالبًا ما توثّق هذه الحلات، لتتم بعدها عمليات البحث والتحرّي لإلقاء القبض على الفاعلين، وهنا يسجّل للقوى الأمنية العديد من التوقيفات، وإعادة المسروقات إلى أصحابها.

مشهد مخيف على الأوتسترادات

هذا بالنّسبة إلى الأملاك الخاصّة، أمّا الأملاك العامّة فليست بأفضل حال. بعد مسلسل سرقة الأسلاك الكهربائيّة في عدة مناطق، وحرمان الأهالي من الكهرباء التي نادرًا ما تتوفّر، جاء الدّور اليوم إلى أغطية الريغارات الحديديّة وأغطية مجاري مياه الأمطار، لتظهر مشهدًا مخيفًا على الطّرقات والأوتسترادات، حفرٌ ذات عمقٍ كبير، مكشوفة أمام السيّارات  والدراجات النارية والمارّة، لتعرّض حياة المواطنين للخطر المؤكّد.

جمعيّة يازا للسّلامة المروريّة أطلقت صرختها للمعنيّن، فبعد أن نشرت فيديو يظهر الريغارات بأغطية مفقودة على امتداد أوتوستراد الأوزاعي وقد تراوح عددها بين 150 و200 ريغار، أبلغت يازا وزارتي الدّفاع والدّاخلية والبلديّات بضرورة العمل على تعقّب هؤلاء اللّصوص وسوقهم للعدالة، وفق ما أكّد رئيس الجمعيّة المحامي زياد عقل، ولفت إلى أهميّة كشف أفراد هذه العصابات وتوقيفهم وردعهم، كذلك يتوجّب على الدّولة أن تكشف أين يتم تصريف هذه الرّيغارات، وعندما نعرف الجواب نستطيع أن نكشف اللّصوص والشّبكات التي تقوم بهذه الأعمال،  فلا يمكن أن نطلب من بلدية بيروت أو أي بلديّة أن تدفع مبالغ ضخمة لإعادة تركيب أغطية جديدة، وتكون هذه الشبكات لا زالت بنشاطها، لتعود وتسرقها من جديد.

ولفت عقل إلى أن هذه السّرقات ليست من باب الصّدفة، ولا يمكن تحميل البلديّات مسؤوليّة مراقبة الطّرقات العامّة، إذ ينبغي على القوى الأمنية العمل لكشف هذه الشّبكات التي تسرق بهدف تجاري واضح، وهذه الظّاهرة متكرّرة بين منطقة وأخرى، وهناك سرقة للمال العام بشكل علني.

الذي يسرق ليس جائعًا وإنّما لص يعمل ضمن عصابة

العديد من المواطنين وقعوا في هذه الريغارات أثناء قيادتهم للدرّاجات النّارية، وانتهى بهم الحال في المستشفيات، والبعض الآخر حطّم سيارته جراء الوقوع بها، في ظل عدم قدرة المواطن على إصلاح الأعطال في سيّارته، بسبب انهيار العملة الوطنية والوضع الاقتصادي الصعب، وفق ما أشار عقل.

ولفت عقل إلى أنّ هذه الأزمة تظهر مشكلة كبيرة، فالذي يسرق ليس جائعًا وإنّما لص يعمل ضمن عصابة، وكل يوم يتنقل بين الغبيري وحارة حريك والفنار وطريق المطار، وفق خطّة مدروسة ومنسّقة لسرقة هذه الأغطية، واستغرب كيف أن النّاس باتت ترى الأمر عاديًّا بسبب المآسي التي يعيشونها كلّ يوم، لكن حقيقة الأمر أنّه غير عادي إطلاقًا، لأنّ هناك ملك عام يُعتدى عليه، وهناك خطر على سلامة المواطنين.

يتمّ صهرها أو تهريبها

ووفق معلومات خاصّة لـ”أحوال” فإن هذه الريغارات تباع إلى منشآت الكسر ليتم صهرها واستعمالها من جديد، أو تهرّب إلى خارج لبنان لقاء مبالغ مالية كبيرة وبالعملة الخضراء.

سرقة الريغارات ظاهرة خطيرة باتت منتشرة بشكل كبير على الطّرقات، يُسرق على أثرها المال العام وتُعرَّض سلامة المواطنين للخطر دون أي رادع، وإن لم يتحرّك المعنيون لكفّ يد اللّصوص، فسنشهد مزيدًا من زهقٍ للأرواح على الطّرقات، ومن الآن حتى كشف ملابسات هذه الجريمة المستمرّة، على المواطنين توخّي الحذر أثناء سيرهم وقيادتهم على الطّرقات، كي لا يكونوا رقمًا في عدّاد ضحايا السلامة المروريّة.

 

منير قبلان

 

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى