صحة

كورونا يخطف طبيبًا محاربًا بعد رفض المستشفيات استقباله!

وفاة الدكتور نبيل خرّاط يعرّي الرعاية الصحية للأطباء المصابين بكورونا

في وطن العجائب كل شيء قابل للحدوث، حتى ما يصعب تصديقه، فمن كان ليتوقع  أن طبيبًا يحارب في خط الدّفاع الأول ضدّ فايروس كورونا، ويُصاب بالكوفيد، فتعاني عائلته لإدخاله إلى المستشفى، ليموت بعدها جرّاء مضاعفات كورونا، نعم هذا ما حصل مع الطبيب الراحل نبيل خرّاط.

فبعد الأخذ والرّد في قضيّة وفاة الدكتور خرّاط، أشارت معلومات إلى أن الرّاحل حاول الدّخول إلى عدّة مستشفيات في العاصمة بيروت ومنها الجامعة الأميريكية وكليمينصو، فالأولى تحجّجت بعدم استقبال مرضى ضمن سيّارة الإسعاف، أما الثانية فتحجّجت بعدم وجود أسرّة شاغرة، ليتم نقله إلى مستشفى المشرق حيث مكث في العناية لتلقي العلاج، وطُلب من العائلة مبلغ ثلاثين مليون ليرة، جرى تسديدها من قبل عائلة الطبيب خرّاط، وليتوفى بعدها جرّاء مضاعفات الفايروس.

هذه القضيّة تطرح عدّة أسئلة حول سوء التّعاطي مع مرضى كورونا ومع جنود الجيش الأبيض على وجه الخصوص، الذّين يبذلون حياتهم في سبيل المواطنين وإنقاذ حياتهم، وعندما يصابوا هم بالوباء، يعجزون عن الدّخول إلى المستشفى لتلقّي العلاج اللّازم للوصول إلى الشفاء التّام، والعودة بعدها إلى ميدان الحرب ضد كورونا.

ابو شرف: سنتحقق من هذه القضيّة

الذي حصل مع الدكتور خرّاط مرفوضًا رفضًا قاطعًا إذ لا يجوز أن لا يلقى طبيب يحارب في أزمة كورونا مكانًا في المستشفى، وفق ما أعلن نقيب الأطباء في بيروت الدكتور شرف أبو شرف في حديث خاص لـ”أحوال”، ولفت إلى أنّ الأطبّاء اليوم يضحّون بحياتهم وبحياة عائلاتهم لقاء مبالغ زهيدة جدًّا، لا تكفيهم قوت يومهم، وأحيانًا كثيرة يقدمون خدماتهم مجّانًا.

ولفت أبو شرف إلى أنّ معظم المستشفيات تستقبل الأطباء المصابين بكل رحابة صدر وتقدّم لهم الرّعاية الصحيّة الكاملة، وهناك عدد قليل منها يرفض أن يستقبلهم تحت حجّة عدم وجود أسرّة وغيرها من الحجج، وهذا الأمر مرفوض وممنوع ولن نسكت عليه في النقابة، وسنتحقق من هذه القضيّة لنبني على الشيء مقتداه.

مستشفى المشرق قدّمت الرّعاية الكاملة للدكتور خرّاط، والمبلغ الذي طُلب من العائلة هو كفالة لإتمام معاملات الضّمان والتأمين، والمبلغ الذي دفع سيرد للعائلة وفق ما أكّد أبو شرف.

ونوّه أبو شرف إلى أنّ النقابة أبلغت المستشفيات وشركات التأمين بأنّها ستسدّد كافة الفروقات المالية لعلاج المصابين من الأطباء جرّاء فايروس كورونا، وأن النّقابة تدفع بدل تعويض للأطباء أثناء تلقيهم العلاج، وفي حالة الوفاة تعوّض النقابة بخميسن مليون ليرة على عائلة الطبيب المتوفي.

مشروع قانون معجّل مكرّر لتّعويض على عائلات “شهداء الواجب”

وتواصل “أحوال” مع رئيس لجنة الصّحة النيابية الدكتور عاصم عراجي الذّي استنكر ما حصل مع الطبيب خراط، وأشار إلى أنّ لجنة الصّحة تنتظر وضوح الصّورة حول ملابسات وفاته، وسيكون لها موقف حيال ذلك، وأكّد أن النائب بلال عبدالله تقدّم بمشروع قانون معجّل مكرّر لاعتبار الأطباء والممرّضين والعاملين في المستشفيات، الذين يتوفّون جرّاء الفايروس شهداء واجب، من أجل التّعويض على عائلاتهم، وستسعى اللّجنة للتّحشيد في مجلس النواب، من أجل التّصويت على هذا القانون وإقراره.

ملابسات وفاة الطّبيب نبيل خرّاط تضع المعنيين في الدولة أمام حقيقة واحدة، وهي أن عدم الاستقرار النفسي للطّبيب العامل في الصّفوف الأماميّة لمواجهة الفايروس، ستدفع ما تبقى من أطبّاء وممرّضين إلى دقّ أبواب الهجرة، ما يعني أنّ النزيف في الجسم الطبي والتمريضي سيستمر، في حال لم يحفظ حق من يقدّم الرّعاية الصّحية للمرضى، بحقه أيضًا برعاية صحّية كريمة.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى