منوعات

الحريري يعود إلى السعودية من بوابة مصر ويزور باريس بناء لدعوة لا استدعاء

يتنقّل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بين الدول العربية والغربية لحشد الدعم اللازم للبنان، ولتسهيل ولادة الحكومة المنتظرة. هذا ما تؤكده مصادر قيادية في تيار المستقبل، فالرجل بحسب المصادر يسعى لتنفيذ المبادرة الفرنسية، وهو لن يتقاعس عن أداء هذا الدور، في لبنان وخارجه.
مع نهاية العام الماضي غادر الحريري لبنان في زيارة خاصة إلى الخليج العربي، وفرنسا، تخللها محطّات سياسية عديدة، وكانت المفاجأة يومها بزيارته إلى تركيا ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث كان الحريري بحسب المصادر يلعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين تركيا والخليج العربي بعد مصالحة السعودية وقطر من جهة، وضم التأييد التركي لعملية إنقاذ لبنان من جهة أخرى. ومنذ أيام قليلة توجّه الحريري إلى مصر والتقى رئيسها عبد الفتاح السيسي، وسيتوجّه مجدّداً إلى أبو ظبي، ومنها إلى باريس في زيارة حافلة باللقاءات السياسية.

مصر مكلّفة من السعودية

بعد زيارة الرئيس السيسي، أكد الحريري أن الرئيس المصري شدد على تسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة، وإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها، ولكن في الواقع بحسب ما تؤكد مصادر سياسية مطّلعة هو أن الحريري يعتبر مصر باب عبوره نحو السعودية، والأخيرة كلّفت مصر، ولو بشكل غير مباشر، ببعض الملفات الأساسية في المنطقة ومنها ملف التواصل مع الحريري والعمل على الساحة اللبنانية.
وتشير المصادر إلى أن الدول الخليجية ومعهم مصر، عادوا للعب دورهم في لبنان، بعد أن تركوه لفترة من الزمن، مشددة على أن زيارة الحريري إلى مصر لم تكن فقط لأجل تغطية سفره إلى باريس كما حاول بعض النواب القول، إنما السبب الأساسي لسفر الرئيس المكلف إلى القاهرة هو علاقة الشراكة التي تجمع مصر والسعودية.
وانطلاقاً من هذه الشراكة، يمكن فهم أيضاً سبب زيارات الحريري إلى الإمارات العربية المتحدة، فالأخيرة بحسب المصادر، مقرّبة للغاية من فرنسا، إذ تضمّ اكبر قاعدة جوية لفرنسا في المنطقة وهي القاعدة التي افتُتحت عام 2009، كتتويج لشراكة بين البلدين عمرها 40 عاماً.

هل ينتهي صبر فرنسا؟

خلال الساعات المقبلة سيحطّ الرئيس المكلف في باريس، وهو بحسب المصادر السياسية يزور العاصمة الفرنسية بناء لدعوة، لا استدعاء، كما يريد نواب في تكتل لبنان القوي القول، مشيرة إلى أن زيارات الحريري الخارجية ترسم المشهد الحقيقي الذي تعمل من خلاله فرنسا لتنفيذ مبادرتها في لبنان، فمن دون دول الخليج لن يتحقق نجاح المبادرة، كاشفة أن الجديد هذه الفترة هو تلويح الفرنسيين بالمخاطر الناجمة عن فشل تشكيل الحكومة.
تؤكد المصادر أنه لا يمكن المرور بشكل طبيعي أمام تلويح ماكرون بـ”الخضات والأزمات العميقة”، بحال لم تُشكّل الحكومة في لبنان، مشيرة إلى ضرورة الربط بين الكلام الفرنسي، ومطالبات البطريرك الماروني بتدخل دولي لحماية لبنان وحفظ شعبه وتطوير نظامه، والمعلومات عن نية فرنسا قيادة سعي دولي لتعديل النظام اللبناني، وبالتالي رغم علاقة باريس الجيدة مع الأطراف المحلية، ومنها حزب الله الذي يتواصل مع الفرنسيين بشكل دائم، إلا أن كلام ماكرون يحتمل الكثير من التفسيرات التي لا يوجد أي أمر إيجابي في أي تفسير منها.

الحريري الإبن على خطى الأب

ترفض المصادر القيادية في تيار المستقبل الحديث عن تفاصيل ما يدور في رحلات الحريري الخارجية، مشددة على أن “حق التصريح” هو للرئيس المكلف نفسه، خاصّة أن الكشف عن التفاصيل قد يسيء للأهداف الأساسية من الزيارات، التي هي إنقاذ لبنان وحمايته واحتضانه.
وتشير المصادر إلى أن الحريري الإبن يلعب حالياً الدور الذي كان يلعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يجوب العالم لأجل مساعدة لبنان، مشددة على أن الحريري لا يحتاج إلى ذرائع للتواصل مع الدول العربية الصديقة.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى