صحة

زراعة الجلد عضويًا: أمل بحياة جديدة لضحايا الحروق

دكتور نزار شهاب: ابتكرنا تقنية "البالون" من المرأة الحمل

تنقسم عمليات التجميل إلى قسمين الأوّل تجميلي هيكلي والثاني ترميمي، وتستخدم الحالات الثانية في الحوادث الكبيرة والحروق، وتتطلب دقّة وصبرًا من قبل الطبيب المعالج. خصوصًا بعد حالات الانفجارات التي قد تسبب تشوّهات مختلفة في معظم أنحاء الجسم.

في ظل أزمة كورونا لم تتوقف علاجات ويقول الدكتور نزار شهاب أخصائي الجراحة التجميلية والترميم، إنّه يمكن معالجة المريض من دون حاجته للمكوث في المستشفى على مدى طويل، ما قد يعرضه لالتقاط جرثومة خصوصًا في ظل تفشي الكورونا.

في هذه الأحوال يؤكد د. شهاب أنه قد تكون غرف العمليات التجميلية أكثر أمانًا، فهناك ما يسمّى جراحة ليوم واحد، وهي معروفة في كل العالم، تعمل العمليات وفق الأصول مع أخصائيين، أي أنّها تتم بوجود طبيب بنج ومشرفين، وتكون غرفة العمليات مجهزة لأي حادث ممكن أن يحصل.

الفرق بين التجميل والترميم
د. نزار شهاب

أما عن الفرق بين التجميل والترميم، يقول: “التجميل هو إعادة هيكلية الشكل العام، وليس بالضرورة أن يمرّ الإنسان بحادث ليخضع له، أو ممكن أن يكون التجميل لجرح بسيط أو جراء حادث أو ندبة، مثل تجميل الأنف والعيون وشدّ الوجه أو إزالة أثار تقدم العمر وإعطاء شكل جديد لبعض التفاصيل مثل الوجنات كالتكساس أو النفرتيتي أوالبوتوكس أو الفيلر أو رفع الصدر أو تكبيره، أو شفط الدهون وشد البطن، كلّها تدخل ضمن مجال التجميل الصافي الهيكلي.

أمّا الترميم فيعالج أثار حروق وتشوّهات، “نرمّم ونجمّل في الوقت نفسه، لكنّ الترميم يحسّن الأداء الوظيفي للأعضاء التي تتأثر بالحادث”، بحسب د. شهاب.

أمّا عن حالات الترميم بالحقن أو ترميم الجلد فيقول د. شهاب: “نعمل على كل حالة وفق وضعها، عادة تسحب الخلايا الجذعية من دهون الشخص المصاب وتحقن في موضع التشوّه، وهي تساعد في إعطاء نوعية أفضل للجلد والندبات الموجودة وهي دائمة، لا يمكن استعمال هذه الطريقة في كل الحالات إلا البسيطة منها مثل حرق الدرجة الثانية، أمّا حين يكون الجلد محروقًا في شكل كلي أو متآكل حيث لا طبقة تساعد على النمو، هنا نحتاج إلى عمليات جراحية”. ويوضح أن هذا الترميم يحصل بعد مرور ستة أشهر من الحادث حيث تتكوّن الندبة النهائية.

من الناحية الطبية أصعب حالة في الترميم هي الحروق، إذ أنّ الحرق يحتاج إلى علاج سريع لمنع وصول أي جرثومة أو التهاب إلى الجلد، يرشح الجسم ماء، وينتج عنه تفاعلات كثيرة، لذا لا بدّ من الانتظار لشفاء الحرق نهائيًا وجفاف ما بقي منه من ندوب.

 

ما هي تقنية البالون؟

ويشرح د. شهاب تقنية البالون بالقول: “عندما تكون أثار الحروق واسعة نعمل على تقنية “البالون”، وقد استوحى الخبراء هذه التقنية من شكل المرأة الحامل، حين يكبر بطنها تدريجيًا ويتمدّد الجلد”، مضيفًا “نستخدم نفخ الجلد وتوسيعه، ينطلق من مبدأ ترميم الجلد بأقرب جلد له، مثلًا أذا رمّمنا الوجه نأخذ للزرع من جلدة الوجه السليمة أو من الرقبة التي تكون أقرب إلى نوعية ولون الوجه، فهي أفضل من جلدة البطن أو الفخذ”.

أما التقنية فتتمّ بزرع البالون تحت منطقة الجلد الجيّد قرب المنطقة المشوّهة لمدّة بين شهر ونصف أو شهرين، وبعد فترة حين يكبر الجلد ويتمدّد يتمّ زرع البالون وأخذ الجلد المستجد ومن ثم إزالة الجلد الميّت وزرع الجديد.

وأنا جربت هذه التقنية تقريبًا لكل أعضاء الجسم والوجه كله وأجريت أكثر من 30 عملية. نرمم الجسم كله ويعود تقريبًا طبيعي. ولكن من يريد اجراء هذه العمليات يحتاج لوقت من الانتظار بين النفخ وتمدد الجلد”.

وحين تُصادف الندبة على أحد المفاصل فتعيق الحركة في اليدين والقدمين، يتطلّ الأمر استخدام تمارين علاجية خاصة (فيزيوثرابي)، على أن يملك المريض قدرة على تحمّل الوقت الطويل للعلاج، لأنّه يحتاج إلى عدة مراحل”.

 

في مجال الترميم فإنّ التقدم في العمر سيف ذو حدّين

 

وعن صعوبة أو سهولة الترميم مع التقدم بالعمر، يقول د. شهاب: “في مجال الترميم فإنّ التقدم في العمر سيف ذو حدّين، إذ من جهةٍ تنمو الخلايا بشكل أبطأ، كما أنّ نوعية الجلد تصبح أكثر تعقيدًا، ومن جهةٍ أخرى فإنّه ومع التقدم في العمر تصبح عملية شد الجلد المترهل أسهل لأن الجلد يتمدّد أكثر أثناء الجراحة”.

 

تجميل حروق الرأس

وعن تجميل حروق الرأس وإعادة ترميم الشعر، فيوضح د. نزار شهاب: “نتبع في علاج حروق الرأس نفس مبدأ حروق الجلد بطريقة البالون ونعمل على زراعة الشعر إذا أحيينا الشرايين، نزيل الجلد المحروق ونزرع الجلد الجديد. ولكن إذا كانت بصلة الشعر محروقة لا يمكن إعادتها إلّا بزراعة بصلة مكانها، وإذا لم تكن الشرايين نشطة لا يمكن زرع الشعر”.

 

 

ترميم الأصابع والأظافر

أمّا حروق الأصابع والأظافر فيؤكد: “ممكن زرع الأظافر ولكنها غير قابلة للنمو بل ثابتة، وهذه لا تصنف عملية طبية بل تجميلية، كمنظر مركّب”.

أما جراحة الأصابع فهي صعبة كون اليدين منطقة حركة وتحتاج لدقة جراحية لكي لا تلتصق المفاصل بعضها ببعض، وهذا النوع من التجميل هو قسم خاص وموجود، قلّة من الأطباء يعملون في جراحة اليدين فهذا مجال كبير وواسع، مع أنّها ضمن جراحة الترميم والتجميل، وهو تخصص بحد ذاته”.

 

هناء حاج

 

هناء حاج

كاتبة وصحافية لبنانية، درست الصحافة في كلية الاعلام والعلوم السياسية في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. عملت في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة في العديد من المؤسسات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى