منوعات

إسقاط مسيّرات العدو: المقاومة تلوّح بـ”السلاح المناسب”

في العام ألفين وتسعة عشر، وعلى خلفية إرسال العدو الاسرائيلي مسيرّتين إلى عمق حي معوض في شمال شرق ضاحية بيروت الجنوبية، أعلن السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، بدء مرحلة جديدة في التعامل مع طائرات العدو الاستطلاعية عنوانها: العمل على إسقاطها.

إعلان السيد نصرالله يومها، أكّد أنّ المقاومة تمتلك قدرات – لم يفصح عنها – للتعامل مع هذه الطائرات. سُمع تصريح السيد جيّدًا في الكيان الإسرائيلي، وما شغل بال المعنيين هناك، هو القدرة التي تمتكلها المقاومة في لبنان، وما إن كان بمقدورها التعامل مع مختلف صنوف الطائرات المسيّرة وأنواعها عن بعد، فعالم هذه الطائرات كبير وواسع، و”إسرائيل” تمتلك أنواعا متطورة جدًّا، وهي ضليعة في تكنولوجيا تصنيعها وتطويرها.

التصدّيات المدروسة أعطت علمًا للعدو بأنّ لدى المقاومة إمكانات مختلفة وعالية الدقة

بدأ الاختبار في الميدان، وتمكّنت المقاومة فعلًا من إسقاط عدد من تلك المسيرّات، والتصدّي لبعضها الآخر وإرغامها على مغادرة الأجواء اللّبنانية. هذه العمليّات والتصديات “المدروسة”، أعطت علمًا للعدو بأنّ “السلاح المناسب” ليس نوعًا أو وسيلة واحدة، إنّما إمكانات مختلفة وعالية الدقة، وقدرات دفاعية قادرة على التعامل مع مختلف صنوف الطائرات المسيّرة، فالمقاومة لم تتعامل مع نوع محدّد تملك قدرة معالجته، إنّما عدّة أنواع من المسيّرات، ذات المهام المختلفة.

إنّ تنويع المقاومة عمليات الاستهداف، من الطائرات المسيّرة الميدانية، إلى تلك التي تحلّق على علوٍّ شاهق وذات مهام متعدّدة وبعيدة المدى، دفع العدو إلى وضع حسابات لتماديه في كثير من الأحيان، ترجم ذلك بتقيد شيئ من حركة مسيّراته، وهو أمر قابل للزيادة مع تصعيد المقاومة من عمليات الاستهداف في مراحل ومواقيت هي تختارها لنفسها.

للمقاومة حساباتها منها ما يتعلّق بالزمان والمكان والظروف، ومنها ما يتعلق بالهدف الذي ترنو إلى تحقيقه.

إنّ رسائل المقاومة كثيرة. صحيح أنّه إذا ما أحصينا عدد الطائرات التي أُسقطت أو تلك التي تمّ التصدي لها وأُجبرت على مغادرة الأجواء اللّبنانية خلال عامين، هو قليل جدًا ولا يتعدّى عدد أصابع اليد، إلّا أنّ الصحيح أيضًا أنّه وفي عشرات المرّات؛ بل أكثر، ولا مبالغة في ذلك، كان لدى المقاومة القدرة والإمكانات لإسقاط أعداد ليست بقليلة من طائرات العدو المسيّرة بمختلف صنوفها وإمكاناتها، وإسقاطها بدقة مؤكّدة، لكنّ الأكيد للمقاومة حساباتها منها ما يتعلّق بالزمان والمكان والظروف، ومنها ما يتعلق بالهدف الذي ترنو إلى تحقيقه. إلّا أنّه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه القدرة والإمكانات موجودة، وقرار استخدامها متوفر، وهي ورقة قوّة تبقى في يد المقاومة وحدها، وهي من يحدّد التوقيت المناسب الذي يخدم الأهداف.

إنّ “السلاح المناسب” ليس سلاحًا محدّدًا أو محدوداً، والأهم أنه ليس في المخازن، إنّما في المكان الذي ما إن قرّرت المقاومة ارتكاب “مجرزة” بطائرات العدو المسيّرة، لانطلق سريعا. ويمكن للإسرائيليين أخذ علم بذلك.

 

خليل نصر الله

خليل نصر الله

كاتب وإعلامي لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى