منوعات

تشكيل الحكومة: ماكرون يعود إلى مبادرته و محاولات خجولة لحزب الله

هل تكون حكومة دياب آخر حكومات العهد؟

تحت وقع الأخبار الواردة عن اتصال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بالرئيس الفرنسي ايماونيل ماكرون يترقب اللّبنانيون ما سيحمله على لبنان في الملف الحكومي. ففي المعلومات الواردة عن هذا التواصل أنّ لا زيارة مرتقبة لماكرون إلى لبنان كما يُشاع. إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ فرنسا لا تولي الملفّ اللّبناني أهمية كبيرة وبالتالي هي مستمرة في مبادرتها تجاه لبنان. والجديد بحسب معلومات “أحوال” أنّ المبادرة الفرنسية لن تبقى فرنسية بحت بل ستصبح بمباركة ورعاية أميركية. الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا اتفقتا هذه المرة على ضرورة حلحلة الوضع اللّبناني لا سيّما بعد نصائح فرنسية للأميركيين بالتعامل مع الوضع اللّبناني بواقعية أكبر، وبالتالي الذهاب إلى تشكيل حكومة موثوقة تلقى الدعم المطلوب.

وفي المعلومات أنّ ماكرون لم يبادر بعد بالتواصل مع أي طرف لبناني بانتظار إنضاج شكل الدخول الفرنسي المقبل على خط الأزمة خاصة بعد ان مُنيَ الإليزيه بخيبات كبيرة في الملف اللّبناني.

لذلك وبعد سقوط الرهانات على عودة ترامب كان ماكرون قد بدأ باتصالات مع دول مؤثرة على لبنان، بدأها مع ولي العهد السعودية محمد بن سلمان في الأيام الماضية.

في المقابل وفي المشهد الداخلي، شاعت بعض المعلومات غير الدقيقة بما يخص العلاقة بين بعبدا وبكركي، إذ انتشرت أخبار صحفية عن لقاء مستشار ‎ رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي البطريركَ الماروني مار بشارة بطرس الراعي ‎لافتةً إلى إنّ الأخير استدعى جريصاتي لاستيضاحه عن مستجدات عملية التأليف خصوصاً بعدما لم يلقَ البطريرك أيّ استجابة لنداءاته المتكرّرة التي حضّ فيها عون على الاتصال بالحريري.

‎وبحسَب المعلومات الصحافية فإنّ المفاجأة كانت أن الراعي سمع من جريصاتي كلامًا واضحًا وحازمًا يؤكد أنّ رئيس الجمهورية ما عاد راغبًا في استمرار الحريري في مهمة تأليف الحكومة..

‎غير أنّ معلومات “أحوال” أفادت أنّ هذا الكلام غير دقيق. ‎والصحيح أنّ الراعي استدعى جريصاتي للاطلاع منه على المستجدات الحكومية فكان الجواب جريصاتي بتمسك عون بتسمية الوزراء المسيحيين ‎من دون أن يعبر عن عدم رغبة عون بالحريري رئيسًا مكلفًا.

مصادر بكركي كذلك نفت الكلام جملةً وتفصيلًا قائلة إنّ الحديث اقتصر على النقاش حول الأزمة الحكومية وضرورة أن يبادر رئيس الجمهورية تجاه الرئيس المكلّف.

‎مصادر مقربة من بيت الوسط كذلك أكّدت انها لم تتلقَ هكذا رسال، إلّا أنّها لفتت إلى أنّ مضمونها سبق أن عبّر عنه عون وباسيل في أكثر من مرة، ولكن الحريري لن يستجيب لمحاولات استدارجه إلى الاشتباك الطائفي خصوصًا وأنّ تكليفه ثابت ودستوري.

‎من جهة أخرى وفي محاولة لإحداث أيّ خرق في الأزمة، وبالتنسيق مع حزب الله توجّه مدير عام الأمن العام اللّواء عباس ابراهيم الى اللقلوق في نهاية الأسبوع الفائت حيث التقى باسيل.

‎ مصادر مطّلعة على أجواء اللّقاء تحدّثت عن عرض قدّمه ابراهيم إلى باسيل يقوم على الوصول إلى منتصف الطريق بين عون والحريري في وزارتي العدل والداخلية،‎ غير أنّ المعلومات تشير إلى أنّ باسيل رفض هذا الطرح .

‎ من جهتها علّقت مصادر مقربة من اللّواء ابراهيم على اللّقاء قائلة إنّه تضمن تداولًا لبعض الأفكار الحكومية ليس إلّا.

‎في المشهد العام يتحدّث مطّلعون عن محاولات خجولة لحزب الله بالتواصل مع الفريقين، وأنّ كلّ من عون والحريري يعوّل على مسعى حزب الله الذي لا يزال مستترًا، ففي اجتماع كتلة المستقبل النيابية توجّه الحريري إلى نوّابه بالقول إنّ حزب الله يستعجل التشكيل.

إذن، بين المتغيّرات الدّولية وانعكاسها على دفع المبادرة الفرنسية وبين المتغيّرات الداخلية في الساحة الأمنية تحديدًا، تعوّل بعض الأوساط على المساعي لدفع عون والحريري إلى الجلوس على طاولة واحدة وإلّا فإنّ حكومة تصريف الأعمال ستكون آخر حكومات العهد.

 

جوزفين ديب

جوزفين ديب

اعلامية ومقدمة برامج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى