رياضة

ناصر بختي لـ”أحوال”: تدرّبتُ مع النجمة والصفاء.. و”الشرقي” تعقّبني وضمّني لـ”الأنصار”

لاعب "الجيل الذهبي" عاتب بشدة على الاتحاد الحالي

يُعتبر “ناصر بختي”، المولود عام 1959، من اللاعبين القلائل الذين عاصروا ثلاثة أجيال متتالية في فريق “الأنصار”، بين السبعينات والتسعينات، وأحرز خمس بطولات دوري وأربع كؤوس، ليختم مسيرته عام 1993 بعد سنوات من العطاء داخل المستطيل الأخضر.

في نهاية السبعينات ومع بداية مشواره، لعب “بختي” إلى جانب كبار النجوم أمثال عبد الرحمن شبارو ويوسف الغول وراشد دوغان وسواهم، حتى تابع مع رفاقه في الثمانينات وكان في أوج عطائه إلى جانب رفاقه في خط الهجوم، وهم “الثعلب” إبراهيم الدهيني و”النفاثة” عدنان بليق و”الهداف” الكبير يوسف الغول، الذي كان المدافعون يفرضون عليه رقابة خاصة هو والدهيني، ما يتيح لـ”بختي” النفاذ وتسجيل الأهداف الحاسمة، حيث كان خط هجوم “الأنصار” يومها مرعبًا بكل ما للكلمة من معنى.

وفي مطلع التسعينات، لعب “بختي” إلى جانب عبد الفتاح شهاب وفادي علوش ونزيه نحلة وسليم حمزة وجمال طه وغيرهم، حتى أنهى مسيرته في مباراة “الاعتزال” أمام الاتحاد الحلبي عام 1993، والتي أُقيمت على ملعب برج حمود أمام حشد جماهيري، وانتهت بفوز الضيوف بهدف نظيف.

يبدأ بختي حديثه لـ”أحوال” بالقول: “نشأتُ في منطقة “ساقية الجنزير” وورثتُ حب كرة القدم عن والدي، فمارستُ اللعبة مع رفاق الحي وسرعان ما التحقتُ بالمدرسة الإيطالية ولعبتُ لفريقها الداخلي. ومن بعدها، انتقلتُ إلى صفوف “نادي النهضة” الذي وقّعت على كشوفه عام 1975، حيث ساهم الكابتن والمدرب “محمد عيتاني” عامذاك في إتمام الصفقة، فتألقتُ في خط الهجوم وكانت أبرز سماتي التسديد بالقوة نفسها بكلتا القدمين، وكذلك المناورة وحسن الارتقاء للكرات الهوائية”.

الثالث وقوفا مع النهضة عام 1977

من هنا، يضيف بختي: “توقفت البطولات في بداية الأحداث الدامية، وبعد مضي عامين مع النهضة، انتقلتُ إلى “الأنصار” لبدء تجربة فريدة في الدرجة الأولى؛ كنتُ أتدرّب مع النهضة وأخوض المباريات الودية على ملعب الصفاء في وطى المصيطبة، فأُعجب إداري نادي الصفاء، الشيخ أسد علامة، بمهاراتي وعرض عليّ الانتقال إلى الصفاء، فوافقتُ على التوقيع بعد تأدية بعض التمارين، إلا أن إدارة الأنصار كان لها رأي مغاير إذ كان إداريوه على علاقة وطيدة مع والدي الذي أقنعني بأن أوقع على كشوف الأنصار، وأذكر تمامًا مساء يوم سبت حين نقلني أحد أعضاء الأنصار إلى فندق “مسابكي” في البقاع، وبقيتُ فيه حتى صباح الإثنين، وبعدها ذهبنا فوراً إلى الاتحاد حيث وقّعت على كشوف النادي عام 1978″.

ويسرد بختي لموقعنا تفاصيل ما حدث يومها، فيقول: “بعد عودتي إلى المنزل، زارنا وفد من نادي الصفاء، وأخبرهم والدي بأن الصفقة قد انتهت لمصلحة الأنصار، فحصل نفوز بين الادارتين في ذلك الوقت”، لافتًا إلى أن “الصفاء” كان قد عرض مبلغ ستة آلاف ليرة، ولكن بختي حصل على عشرة آلاف ليرة من “الأنصار”، وهو المبلغ الذي اعتبره “خيالياً” للاعب ناشئ آنذاك.

وفي السياق، يشير بختي إلى أن مدرّب النجمة سمير العدو “أبو علي”، قام باستدعائه إلى التمارين في المنارة، لكن رغبة والدته في اللعب مع الأنصار هي التي تحقّقت، كونها من مواليد الطريق الجديدة وتربطها علاقة قرابة مع عدنان الشرقي، وكانت قد تمنت عليه أن يضم ابنها “بختي” إلى الفريق، “وبالفعل بدأ الشرقي يترصّدني ويتابع تمارين فريق “النهضة”، فأُعجب بمهاراتي”، يقول اللاعب بختي.

أما عن العروض التي تلقاها للعب خارج لبنان، فيقول في هذا الصدد: “تلقيتُ عروضًا خارجية من فرق “الاتفاق” السعودي و”الوكرة” القطري و”الوحدات” و”الرمثا” الأردنيين، لكن إدارة الأنصار تمسّكت بي حتى تاريخ اعتزالي”.

الذكريات الأولى

يواصل بختي حديثه عن الذكريات قائلًا: “لعبتُ أول مباراة رسمية مع “الأنصار” ضد “الرياضة” و”الأدب الطرابلسي” نهاية السبعينات على الملعب البلدي، وأسفرت عن فوز الأنصار 5 – 1 وسجلتُ يومها هدفين”، مضيفًا في حديثه لـ”أحوال”: “وفي المشاركة الرسمية الأولى من خلال كأس مدينة عاليه، أُصبتُ بكسر في أنفي عام 1981 في المباراة ضد التضامن بيروت، إثر لكمة قوية من الحارس أحمد طراد، فابتعدتُ عن الملاعب مدّة شهرين”.

مصوبًا الكرة باتجاه مرمى السلام زغرتا عام 1984

ويتابع: “شاركتُ مع الأنصار في العديد من المباريات الخارجية في رومانيا والأردن والكويت وتونس والسعودية وفرنسا، ولا تغيب عن بالي المباراة التاريخية أمام باستيا في فرنسا والتي انتهت بفوز الفريق اللبناني 2-1، وكذلك الخسارة أمام الرمثا الأردني 2-1 ويومها كنت صاحب الهدف الوحيد؛ أما أجمل أهدافي فكان في مرمى النجمة في مسابقة كأس لبنان 1992 على ملعب الصفاء، حين سددتُ الكرة من خارج المنطقة فأصابت القائم الأيمن، وتحولت إلى القائم الأيسر وسكنت شباك الحارس علي رمال، فانتقلنا إلى المباراة النهائية وفزنا على الرياضة والأدب 2-1”.

أما أجمل مباراة محليّة، يقول بختي، “فكانت أمام الصفاء في نهائي كأس لبنان 1986 على ملعب وطى المصيطبة، وأسفرت عن فوز الصفاء 1-0، كما هناك مباراة خارجية عالقة في ذهني أمام “براشوف الروماني” في رومانيا عام 1984، استعدادًا لنهائيات بطولة الأندية العربية في الدمام، وفاز الأنصار بهدف نظيف جاء بتوقيعي، كما لعبتُ لمنتخب الشباب بين عامي 1977 و1980، وللمنتخب الأول بين 1980 و1989″، مضيفًا: “ولعلّ أبرز ذكرياتي الدولية مع المنتخب الوطني، كانت المباراة ضد تركيا في دورة البحر الابيض المتوسط عام 1987 في اللاذقية، حين خسر لبنان 1-0”.

أما الأهداف الدولية التي يعتزّ بها بختي، فكانت تلك في مرمى منتخب دمشق على ملعب النجمة في المنارة عام 1987، حين فاز لبنان بهدف نظيف من ضربة جزاء “بينالتي”.

حادثة طريفة

يستذكر بختي في حديثه لموقعنا، حادثة طريفة حصلت أثناء إحدى الحصص التدريبية، فيقول: “كنا نتدرّب في الملعب البلدي وكان الكابتن عدنان الشرقي يجلس على كرسي بسبب مرض ألمّ به، فتسلّم يومها محمود برجاوي “أبو طالب” مهام التدريب، وكان زميلي نزيه نحلة كلّما استلم الكرة يمرّرها بشكل خاطئ. وفي إحدى المرّات، أصاب نحلة الكابتن عدنان الجالس على كرسيه بتسديدة طائشة، فصرخ أبو طالب قائلًا: “هلق يا نزيه ظبطت معك التمريرة”، فجلسنا جميعنا أرضًا من شدّة الضحك عندما قام الشرقي من كرسيه ولحق بنزيه نحلة ليؤنّبه، وهذا المشهد لا يغيب عن ذهني”.

رحلة التدريب.. والعتاب المر

تحول بختي من اللعب إلى التدريب، بعد اعتزاله اللعب في نادي الأنصار، فعمل مساعداً للمدير الفني عدنان الشرقي، صاحب الباع الطويل في مهنة التدريب.

بختي في يوم اعتزاله عام 1993 على ملعب برج حمود

شارك بختي في كافة الدورات الآسيوية للتدريب ونال جميع الشهادات المفترضة، إلى جانب مشاركته بالدورات المتعلّقة بالإدارة الرياضية، وهو يعكف منذ سنوات على مزاولة مهنة التدريب وتخريج دفعات من اللاعبين الموهوبين، مستفيداً من الخبرة الكبيرة التي تلقّاها على يد عدنان الشرقي خلال السنوات التي قضاها لاعبًا، كما استفاد من مشاركته مع المنتخبات الوطنية، إلى جانب دورات التدريب المتقدمة الداخلية والخارجية، حتى بات مؤهلاً للإشراف على فرق المقدمة، ولا سيما بعدما شارك في دورة لتدريب فرق الشباب والناشئين في أوروبا.

أما اليوم، وللنهوض بالكرة اللبنانية، فيقترح بختي تأسيس مدارس كروية للناشئين داخل نوادي الدرجة الأولى، وأن تبادر النوادي المحلية إلى إيفاد لاعبيها للمشاركة في دورات ومعسكرات خارجية على مدى العام، ليختم كلامه لـ”أحوال” متوجهًا إلى العاملين في الاتحاد اللبناني لكرة القدم بالقول: “عملت في كل شيء مع أعضاء الاتحاد، ولكنهم لم “يحفظوني” ولم يحفظوا حقوقي، سواء من الناحية المالية أو غير المالية، وربما اعتقدوا أنني “محسوب” على الأمين العام السابق رهيف علامة، علمًا أنني محسوب في الواقع على اللعبة بشكل عام، ولا أنكر احترامي وصداقتي للأستاذ علامة، فمن الطبيعي أن أحافظ على الصداقة والودّ والوفاء بيننا، شأني شأن أي إنسان”.

من هنا، أشار بختي إلى أن ما يحزّ في نفسه هو أنه كان مخلصًا في عمله داخل الاتحاد، وكان الجميع يحبه ويحترمه بفضل ما قدّمه خلال لعبه مع المنتخبات الوطنية، بالإضافة إلى استقباله الوفود والمراقبين الدوليين والمشاركة المنتظمة في الدورات التدريبية والأكاديمية، فقال: “عملتُ ما يزيد عن 15 عامًا، أعطيت كل ما يساعد الأجيال الجديدة في المنتخبات، لكنني أصبحت فجأة خارج الأسوار رغم صداقتي مع الجميع، وإلى هذه اللحظة لا أعرف السبب.. سامحهم الله”.

ناصر بختي كما يبدو اليوم

النشاط الحالي

وفي الوقت الحالي، يعمل بختي مع المدرب الوطني إميل رستم في أكاديميته الخاصة التي تُعنى بالناشئين، كما يشارك مع رابطة اللاعبين الدوليين القدامى التي تنشط في الشأنين الرياضي والاجتماعي، مع الإشارة إلى أنه يفضّل أن يختم مسيرته المهنية في الأنصار، النادي الذي عاش معه أجمل أيامه وذكرياته الكروية، كما لا يمكنه أن ينسى فضل المدير الفني الوطني، عدنان الشرقي، عليه والذي ساهم في بروزه وتألقه في المجال الرياضي.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى