تغذية

نصائح من أخصّائيّة تغذيّة: كيف نأكل في الحجر الصحي دون أن يزيد وزننا؟

قواعد ذهبيّة  للتمييز بين الجوع العاطفي والجوع الحقيقي

بدّل الحجر الصحّي واضطرارنا للبقاء داخل منازلنا حياتنا، وترك بصماته على أجسادنا، إذ أنّ من أهم سمات الحجر ازدياد الوزن وطلب الطعام بشكل مستمر. فقد ينتهي الحجر لنواجه مشكلة صحية قد تكون عند البعض تردداتها أشبه بـ كورونا من نوع أخر. كورونا السمنة التي تترك أثاراً صحية سيئة ناهيك عن الشكل الذي يهتم له كثيرون.

تقول أخصائية التغذية ماريبال حرب في اتصال مع “أحوال”، إنّ “مسألة الأكل الزائد  مع الحجر سمة عامة عند كل الناس في كل مكان من الكرة الارضية. لذا علينا أن نشد الأحزمة ونعرف كيف نتصرّف مع وجود هذه الجائحة التي تترك خلفها أثارا نفسية وصحية وجسدية جسيمة”.

وبحسب حرب “سبب هذه الشراهة هو نفسي بالدرجة الأولى. لأنّه مع تزايد القلق والإحباط  والخوف بسبب كورونا. بات لدى الناس مرضاً اسمه اضطراب  الأكل العاطفي وهذا ينعكس في العادات الغذائية. فإمّا أن نأكل كثيراً او نمتنع عن الأكل تماماً، لكن ما نشهده  أكثر هو تناول الطعام  بشكل مستمر مع الحجر وازدياد الوزن عند فئة كبيرة من الناس”.

لماذا يزداد تناول الطعام مع الحجر ؟

تقول ماريبال:” الدراسات أظهرت أنّ الدّماغ يفرز مادة الدوبمين وسيروتونين عندما يكون الفرد في حالة سعادة. ولأنّ لدى الناس إحباط وقلق واضطراب يحاولون أن يعوضوا عن هذه الهرمونات من خلال تناول كمية من الطعام وبشكل مستمر. وهذا ما نسميه تناول الطعام العاطفي”.

وتتابع “مع الحجر امتنعنا عن ممارسة الرياضة والحركة  وصرنا كسالى، وتخلّينا عن أعمالنا ومكثنا في البيت لوقت طويل، ونحن لم نعتد على هذا النمط من الحياة. وهناك أشخاص خسروا عملهم كلياً وهذا يزيد من إحباطهم. فأمام هذا الواقع المستجد والمغاير للمألوف. بات الطعام فشة خلق وتعويض عن كل هذا الاحباط الذي يلفّنا. من هنا الجسم بات يفرز كمية أكبر من الكورتيزول وهذا الهرمون يفرزه الجسم في حالات اليأس والضياع والقلق والخوف. وهذا الكورتيزول يزيد من إحساسنا بالجّوع، رغم أنّنا في الحقيقة لسنا جائعين، وهنا يزداد الوزن بسرعة”.

وحتى نميز بين الجوع الحقيقي والجوع الكاذب تقول ماريبال:” يجب أن نأكل في أوقات محددة كما كنا في السّابق أي قبل الحجر، وفي حال انتهينا من تناول الوجبة العادية وبعد قليل شعرنا بالجوع فهذا هو الجوع الكاذب لأنّه غير اعتيادي. وعادةّ مع الجوع الكاذب يطيب لنا تناول السكريات والدهون والحلويات. لأنّه تشكّل تعويضاً عاطفياً. والخطر في تناول هذه الحلويات والسكريات والدهون هي أنّها مع الوقت تصبح إدماناً. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، لأنّ أوقات الحجر قد تطول وبالتالي الوزن سيزيد، وهذا ما سيتسبّب بالأمراض وباضطراب سلوكي وحالة نفسيّة متدهورة، الأمر الذي يستدعي استشارة طبيب أو أخصائية تغذية لترشده إلى السّلوك السليم.”.

نصائح لعدم زيادة الوزن في زمن الحجر

في ظل هذه الأوضاع المتأزّمة، وصعوبة السّيطرة على انفعالاتنا، ما هي الحلول المطروحة حتى لا يستفحل الوضع؟ وكيف نضع حداً  لهذا الإدمان ولا نجعل من الطعام “فشّة خلق” أو هروب أو تسلية؟

تقول ماريبال : “بدايةً يجب أن نعرف أنّ الجلوس في البيت وعدم الحركة يجعلنا نحتاج إلى كميّة طعام أقلّ من المعتاد، بينما ما يحصل هو العكس تماماً. فالجسم مع الحجر يحتاج إلى 400 وحدة حراريّة أقل، بينما نحن نذهب إلى زيادة في تناول الوحدات الحرارية. لذا علينا أن نعيش هذا التحدي ونفرضه على أنفسنا وعلى من حولنا حتى نخرج من هذا الحجر سالمين صحياً ونفسياً.

لذا أرفع بعض النصائح وهي:

  • القيام بنشاط جسدي في البيت قد يكون بالمشي داخل البيت أو قربه في حال تسنى لنا ذلك، أو ممارسة التمارين الرياضية أو الرقص أو اليوغا من خلال يوتيوب.
  • استشارة أخصائية تغذية للمساعدة وإعطاء الدعم والإرشاد أونلاين.
  • شرب كمية كبيرة جداً من الماء لا تقل عن ليترين ونصف يومياً . فشرب الماء يلغي الإحساس بالجوع. والماء في هذا الوقت مع جائحة كورونا يشكل علاجاً ووقاية منها.
  • تناول المكسرات مثل الجوز أو اللوز كسناك بكميات قليلة ،مع شرب كمية ماء بعدها فهذا يعطي أحساساً بالشبع. وهي غنية بالزنك الذي نحتاجه لمحاربة كورونا ومدّنا بالمناعة.
  • الجلوس في البيت لوقتٍ طويلٍ غيّر من نظام الجهاز الهضمي  وبالتالي نحن نحتاج الى أطعمة من نوع الخضار والفاكهة. لذا علينا الإكثار من تناولها اثناء الحجر الصحي فهي تمدّنا بالفيتامينات التي نحتاجها وغنية بالألياف التي تساعد الجهاز الهضمي وتشعرنا بالشبع والامتلاء بدل تناول الحلويات والسكريات . وأنصح بتناول أنواعٍ معيّنة مثل الأفوكادو والأناناس والليمون بكل انواعه  أو الحمضيات فهي محاربة شرسة كورونا. لأنّها غنيّة بالأسيد الذي يقتل كورونا.
  • تناول السوائل الساخنة بكثرة من شاي أو أعشاب أو شوربة فهي دواء وهي تشكّل استعاضة ممتازة عن تناول الطعام وتساعد على الحرق وتشكل حماية ومناعة من كورونا.
  • تناول اللحمة كطبق رئيسي. فاللحوم تشعرنا بالشبع وتحتاج وقت طويل في عملية الهضم على عكس تناول الحلويات او النشويات.

 

كمال طنوس

 

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى