منوعات

الأزمة طالت قطاع الاتصالات أيضًا.. “خدمة الانترنت” قد تصبح من الكماليات!

منذ 53 سنة، ظهر اكتشاف غيّر وجه العالم. في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1969، كان ميلاد شبكة الانترنت على يد المخترع “تيم بيرنرز لي”، ومنذ ذلك اليوم التاريخي، انطلقت الثورة الرقمية التي حدّدت بداية عصر المعلومات، لتصبح الانترنت ركيزة حياتنا اليومية؛ فعملنا واقتصادنا وتواصلنا يعتمد على هذه الشبكة العنكبوتية التي سمحت للفرد بعبور القارات والمحيطات، والسفر حول العالم من خلال حاسوب أو جوّال متّصل بالإنترنت عبر شبكة “الواي فاي”.

ومن الضروري أن نأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن استقرار الاتصال وسرعته وجودته هي عوامل لا يمكن ضمان ثباتها. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تنشأ مشاكل تجعل شبكة “الواي فاي” لا تعمل بشكل صحيح، فكيف الحال في بلد مثل لبنان، يعاني من اهتراء في البنى التحتية ومن ضعف في شبكة الانترنت؟!

اليوم، وبعد اكتساح وباء كورونا المجتمع اللبناني، ومع قرار الاقفال التام والتعبئة العامة، يواجه لبنان مشاكل كبيرة في قطاع الاتصالات، وخصوصًا في شبكات الانترنت، بدءًا من بطء السرعة، فضعف الإرسال، وصولًا إلى انقطاعه بشكل تام في بعض الأحيان.

ضغط كبير على شبكة الانترنت.. الاستهلاك ارتفع ثلاثة أضعاف

وفي هذا الإطار، يُرجع أحد موزّعي شبكات الانترنت في قضاء المتن، أسباب البطء والضعف لشبكات الانترنت، إلى الضغط الكبير الذي تتعرّض له الشبكة، مشيرًا في حديث لـ”أحوال” إلى أن الاستهلاك ارتفع 3 أضعاف الحجم السابق، وذلك بسبب ارتفاع عدد المستخدمين لهذه الشبكة بالتزامن مع قرارات التعبئة العامة والحجر المنزلي، حيث اتّبعت معظم الشركات نظام العمل online، بالإضافة إلى اعتماد التعليم عن بعد، فارتفع حجم الملفات المحمّلة على الشبكة وارتفع معه حجم الاستهلاك.

أما حول تذمّر المواطنين من رداءة الخدمة، فيقول: “نتفهّم وضع المواطنين وحاجتهم إلى الانترنت، خصوصًا في الحجر المنزلي، ولكنّنا بدورنا نعاني أيضًا من مشاكل عديدة، أهمّها الطقس القاسي، وتأثّر الشبكة بالأمطار الغزيرة والرياح والعواصف، وهذه مسألة لا نستطيع التحكم بها”.

تكاليف صيانة باهضة بسبب ارتفاع سعر الصرف!

من جهة أخرى، يلفت موزّع شبكات الانترنت في قضاء المتن إلى حجم التكلفة المرتفعة التي يتكبّدها موزعو خطوط الانترنت، من صيانة الـcables وتغيير البطاريات أو الـUPS و”الراوتر” وصيانة المحطّات، حيث تُسعّر هذه السلع بحسب سعر صرف دولار السوق السوداء، ما يضاعف تكلفتها السابقة حوالي 4 مرات، “فسعر الراوتر قبل الأزمة، على سبيل المثال، كان 26 دولارًا أي 39 ألف، أما اليوم فأصبح سعره 234 ألف ليرة لبنانية وفقًا لسعر الصرف، كذلك سعر البطارية قبل الأزمة كان 70 ألف ليرة، أما اليوم فأصبح 300 ألف ليرة لبنانية”، بحسب قوله.

من هنا، يتابع في حديث لموقعنا أن الاستهلاك ارتفع وكذلك تكاليف الصيانة، في حين لا تزال أسعار خدمة الانترنت كما هي وفقًا لسعر صرف الـ1500 ليرة، “الأمر الذي أثّر بشكل كبير على أرباحنا، فانخفضت بنسبة 70%”.

توجّه لرفع سعر خدمة الانترنت

وعن احتمال رفع سعر خدمة الانترنت، يوضح الموزّع لـ”أحوال” أنهم لا يستطيعون رفع تسعيرة خدمة الانترنت طالما أن وزارة الاتصالات وشركة “أوجيرو” لم تقرّ تسعيرة جديدة، مشيرًا إلى أن الموزع يشتري باقة من الاشتراكات من “أوجيرو” ليعود ويوزّعها على زبائنه، “ولكننا سمعنا أن هناك توجّه من قِبل المعنيين لرفع تسعيرة الخدمة ودفعها وفق سعر صرف جديد، وهو 3500 ليرة لبنانية للدولار الواحد”.

أما في ما يتعلّق بالحل الذي يستطيع الأفراد اعتماده في ظل الحجر المنزلي، فيقول: “على العائلات اعتماد باقات انترنت أسرع وأكبر لتصبح الخدمة أفضل، بانتظار أن تعمّم خطوط الـ Fiber Optic على جميع المواطنين في لبنان”.

إذًا، يُعاني قطاع الاتصالات في لبنان، كغيره من القطاعات، من مشاكل حادّة بعد أن طالته الأزمة الاقتصادية كما رمت جائحة كورونا ثقلها عليه؛ ولكن في حال أقدم المعنيون على رفع التسعيرة إلى الـ3500 للدولار الواحد، هل ستصبح حينها الإنترنت من الكماليات؟

باولا عطية

باولا عطية

كاتبة وصحافية لبنانية. تحمل شهادة الماجستير في الإعلام الاقتصادي والتنموي والإجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية. والإجازة في الصحافة والتواصل من جامعة الروح القدس الكسليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى