مجتمع

طلاب لبنان خاضوا “تيمز” الدولي دون جهوزيّة ووزارة التربية سترد ببيان

كيف تحوّل الطالب اللبناني من نموذج نجاح إلى نموذج فشل؟

طلاب لبنان خاضوا “تيمز” الدولي دون جهوزيّة ووزارة التربية سترد ببيان حلّ لبنان فيه، في المرتبة 38 في مادة العلوم، وفي المرتبة الأخيرة عربيّاً من بين 10 دول عربيّة مشاركة، فيما حلّ في المرتبة 32 دوليّا، والرابعة عربيّا في نتائج مادة الرياضيات.
نتائج سلطت الضوء عليها جريدة “الأخبار”، في مقال حمل عنوان “طلاب لبنان الطش”، ما أثار نقمة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
المشكلة ليست لدى الطلاب اللبنانيين، ولا هم تحولوا من روّاد نجاح الى فشلة، ولكن لا شكّ أن هذه النتائج هي إنعكاس طبيعي، لتخلّف لبنان عن مواكبة التقدّم العلمي، في ظلّ إنشغال الإدارة السياسيّة والماليّة، وحتى التربويّة، على مراحل متعاقبة، في الخلافات والاختلافات، والتقاسم والتحاصص، على حساب المواطن والطلاب اللبنانيين.
لا زال حيّا في الأذهان الخلاف الممجوج بين “وزارة التربية”
والمركز التربوي للبحوث والانماء، في العام 2020 والذي وقف حائلاً دون تحديث المناهج التربويّة، فضلاً عن عدم وجود رؤية واضحة متكاملة، لتطوير مهارات الأساتذة، بما ينعكس تلقائيّاً على مستوى الطلّاب، الذين ما كان ينقصهم إلا جائحة كورونا، ليزداد الوزر على كاهلهم، في ظل منهج بات واضحا أنّه يرتكز الى الحشو العلمي، وأثبت على مدى سنوات، أنّه زوادة موقّتة، لا يحمل منها الطلّاب الى السنوات الجامعيّة الا ما رسخ في أذهانهم، وصولا حتى حقل العمل.
وفي ظلّ علامات الإستفهام الكثيرة، التي أحاطت بالهبات والقروض التي خصّصت للشأن التربوي، وحتّى تاريخه، لم تعرف وجهاتها، ولم نشهد أي محاسبة، أو تحقيق جدّي، يحدّد الجهات المسؤولة، عن وجهة الصرف، يواصل الطلّاب دفع الفاتورة الأكبر، ليطفو الى السطح “الوسخ الإداري”، وينعكس على المستوى الطالبي في المسابقات الدوليّة.
مصادر معنيّة، أكدت لـ”أحوال” أنه “من المفترض أن يصدر عن وزارة التربية بيان توضيحيّ مفصّل، حول سبب هذه النتائج”.
ولفتت الى أنه “كان من المفروض إعداد الطلّاب بشكل أفضل، وتحديث المناهج، إلا أنّ تطورات فيروس كورونا فرضت وزرها على القطاع التربويّ كما باقي القطاعات”.
وردّاً على سؤال عن أساب المشاركة في المسابقة، على الرّغم من العلم المسبق بعدم جهوزيّة الطلّاب، قالت المصادر “ليس معيباً أن يتمّ فحص مستوى الطلّاب، في عمليّة تقييم دوليّة لمستوى المناهج، ومدى الحاجة الى تعديلها أو الإبقاء عليها”.
وأضافت “يجب الإستفادة من هذه النتائج، للبناء عليها والإسراع في تحديث المناهج التربويّة، بما يواكب تقدّم المستوى العلمي، ولا سيما أن هناك هبات وقروضا مرصودة لعمليّة التحديث”.

 

 

 

 

إبراهيم درويش

صحافي وكاتب لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى