مجتمع

لماذا يرتفع سعر المحروقات في لبنان رغم الدعم؟

ازدحمت محطات البنزين منذ صباح  الأمس، عشية الإقفال التام. فرغم ارتفاع سعر الصفيحة 900 ليرة لبنانية غير أنّ ذلك لم يمنع المواطنين المقبلين على حجر يدوم أكثر من عشرة ايام من الاصطفاف في طوابير للحصول على البنزين.

منهم من يخاف من الانقطاع في الأيام المقبلة ومنهم من يحسب لأي طارئ والأكيد أنّ الجميع يشعر بالإرباك كيف ستمضي الأيام العشرة المقبلة على خير.

مشهد الفوضى هذا رافق التخبط في إجراءات الحجر والحديث عن إقفال المحطات. هل ستقفل محطات البنزين؟ يتحدث ممثل الشركات الموزعة للمحروقات فادي ابو شقرا قائلا ان لا داعي للهلع فالبنزين متوفر للجميع. ويشرح أنّ الاستثناءات طالت محطات الوقود وهذا ما أكّد عليه اجتماع مجلس الدفاع الأعلى في القصر الجمهوري. يدعو ابو شقرا المواطنين إلى التروي وعدم الانتظار في طوابير أمام المحطات لأنّها ستكون مفتوحة لهم عند الحاجة رغم الإقفال التام ورغم قرار منع التجول.

ولكن الإشكالية الأساس ليست هنا رغم مشهد الطوابير . الإشكالية تقع في ارتفاع أسعار البنزين والمازوت على حد سواء.

فمن الجدول الأوّل في شهر 12 من 2020 الصادر عن وزارة الطاقة لغاية اليوم، ارتفع سعر صفيحة البنزين 3600 ليرة لبنانية.

كما ارتفع سعر المازوت أيضًا من الجدول الأوّل في شهر 12 من العام 2020 حتى يومنا هذا 3000 ليرة لبنانية.

لماذا يرتفع سعر المحروقات حتى وصل سعر صفيحة البنزين 28 ألف ليرة لبنانية؟ يعود سبب ذلك إلى عاملين. عامل أوّل يتعلق بسعر صندوق برميل النفط العالمي الذي ارتفع من 50 إلى 57 دولارًا للبرميل في الوقت الذي يتوقع أن يستمر السعر بالارتفاع بعد تلقي العالم لقاح كورونا وعودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها. والعامل الثاني يتعلق بسعر صرف الدولار. يسأل البعض ما هي العلاقة بين ارتفاع سعر الصرف طالما المحروقات مدعومة من مصرف لبنان على سعر 1515؟ يجيب المعنيون أنّ 85 بالمئة من سعر البرميل مدعوم فقط بينما يدفع المستوردون 15 بالمئة من سعره بالدولار الفريش. وهنا بيت القصيد. هذه الـ15 بالمئة ترتفع قيمتها بالّليرة اللّبنانية في كل مرة يرتفع فيها سعر الصرف. وفي الوقت الذي ارتفع السعر من 7500 ليرة لبنانية ليلامس الـ9 آلاف ليرة لبنانية، ارتفع كذلك سعر الصفيحة.

وإذا افترضنا استمرار الدعم يتوقع المعنيون ارتفاع أسعار المحروقات مع ارتفاع سعر صرف الدولار ويدعون إلى ضبطه في السوق السوداء لأن ذلك سيؤثر حكمًا على السلع.

يشهد اللّبنانيون هذه الهستيريا في الأسعار مع استمرار الدعم، فكيف إذا رفع الدعم؟

 

جوزفين ديب

جوزفين ديب

اعلامية ومقدمة برامج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى