مجتمع

بعد الخبز والدواء…. اللبنانيون يتهافتون على تخزين عبوات الأوكسيجين

بعد أن بدأت حالات الإصابة بفيروس “كورونا” تزداد وإعلان المستشفيات عدم قدرتها على استقبال المصابين بالفيروس، ولم تعد أجهزة التنفس الصناعي متوفرة للمرضى كافة، وخوفاً من تكرار النموذج الإيطالي، تهافت اللبنانيون على التزوّد بمادة الأوكسجين الطبي سواء كان ذلك بشراء العبوات الجديدة أو تعبئة القديمة الصغيرة منها والكبيرة.
ولأن الأوكسجين من الوسائل الضرورية لتأمين انتظام التنفّس للمصابين بالفيروس وخاصة في المستشفيات، كذلك يمكن استخدامه وقت الطوارئ في حال عدم الدخول الى المستشفيات أو الاضطرار الى تلقّي العلاج في المنازل، اضطرت الشركات المتخصّصة بالتعبئة إلى زيادة ساعات العمل، وخاصة انه لا يوجد في لبنان سوى معملان وحيدان ينتجان الأوكسجين، الأول في الدبّية جنوب مدينة بيروت والآخر في مدينة صيدا، حيث يقومان بتعبئة الأوكسجين في صهاريج للمستشفيات، وعبوات صغيرة وكبيرة للأفراد.

معامل الأوكسجين تعمل بأقصى طاقتها

شركة “زهرة” لتعبئة الأوكسجين في مدينة صيدا تبلغ طاقتها الانتاجيّة اليوميّة 2000 متر مكعب يتم تزويد السوق بها إمّا عن طريق العبوات أو عن طريق الصهاريج للمستشفيات، ويقول مدير الشركة المهندس خضر زهرة لـ “أحوال”: منذ إعلان المستشفيات عدم قدرتها على استقبال المزيد من المصابين بفيروس “كورونا” زاد الطلب لدينا على شراء الأوكسجين، والطلب الكبير يأتينا من مستشفى صيدا الحكومي لأنّها أكثر من تستقبل مرضى “كورونا”، وعلى الرغم من عملنا على مدار 16 ساعة متواصلة إلا أننا نعاني من مشكلة الضغط على الطلب، ومشكلة انقطاع الكهرباء تزيد الوضع تعقيداً ولا تلبي الحاجة ولا نستطيع أن نعتمد على المولّدات كون كلفة تشغيلها وصيانتها عالية.
يضيف، هناك طلب بشكل كبير على العبوات الصغيرة لأنها سهلة الحمل حيث تبلغ سعتها متر مكعب واحد وسعرها رخيص إذ يبلغ 15 ألف ليرة لبنانية، أما عبوة الأوكسجين الكبيرة فتبلغ سعتها 6 أمتار مكعبة وتباع بـ 35 ألف ليرة لبنانية، وهي تكفي لمدة 24 ساعة اذا استخدمت بشكل متواصل، ولبضعة أيام إذا بشكل متقطّع.

ازدياد الطلب على أجهزة التنفس

حالة الهلع دفعت بالكثير من اللبنانيين إلى اقتناء أجهزة التنفس والأكسجين بشكل ملحوظ، خوفاً من فقدناها نتيجة تفشي الوباء وارتفاع أعداد المصابين بشكل لافت، مع اقتناعهم بأنهم قد يحتاجون إليها في أحد الأيام إذا أصيبوا بعدوى الفيروس، لكنهم لا يدركون أنها لا تنفعهم في جميع حالات الإصابة، لأنها قد تفيد فقط في الأيام الأولى من انتقال العدوى خلال الحجر المنزلي وهي لا تفيد في الحالات المتقدمة من المرض، لكن عند تفاقم الحالة المرضيّة عندها يحتاج المريض إلى إلى جهاز تنفّس موجود في المستشفى تحت إشراف الطبيب، علماً أن ليس كل مصاب بالفيروس بحاجة إلى جهاز تنفس.
الاحصاءات الطبية توضح أنه بنسبة 80 في المئة يشعر المصابون بفيروس كورونا المستجد بأعراض بسيطة، وبنسبة 20 في المئة من الحالات تتطلّب الإصابة دخول المستشفى، في حين تكون هناك حاجة إلى العناية الفائقة بنسبة 5 في المئة من الحالات، و2.5 في المئة من الحالات فقط تحتاج إلى جهاز تنفس. بالتالي، لا يحتاج كل المصابين إلى جهاز تنفس كما يعتقد البعض، و70% من شراء الأجهزة خلفيتها التخزين الاحتياطي.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى