منوعات

بانتظار التسويات الخارجية… الجميع عن “إثم” الحريري راضٍ

رياح الإشارات التسووية بدأت تلوح في الأفق مع تعيين ويليام بيرنز، الدبلوماسي الأمريكي السابق، مستشارًا للأمن القومي الأمريكي.

من تابع مسيرة بيرنز يدرك فورًا طبيعة المرحلة المقبلة: تفاوضيّة بامتياز.

فبيرنز أحد المفاوضين الأساسيين في الملف النووي الإيراني خلال فترة رئاسة باراك أوباما وهو يمتاز بالمرونة والانفتاح ويميل إلى التفاوض أكثر ما ينحاز إلى العنف والعقوبات وهذا ما جعله على رأس اللائحة بالنّسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أوضح بدوره خطوطًا عريضة لسياسته التفاوضية مع طهران.

لكن كلّ ذلك مرتبط بقبول طهران بالجلوس على طاولة المفاوضات. لا يبدو أنّ تلك الأخيرة تريد المواجهة، لكن هل ستحاول جسّ نبض بايدن عسكريًّا قبل الدخول في مفاوضات طويلة الأمد؟ لا أحد يملك جوابًا واضحًا لكن يعتبر البعض أنّ أي تسوية قبل ردّ جدّي على مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، والعالم النووي محسن فخري زاده، يُضعف إيران معنويًا حتّى لو أنّ ربحها سيكون أكبر إذا ذهبت نحو تسوية.

لذلك رغم ليونة بايدن الواضحة الأمر مرتبط بتصرّف إيران وحساباتها.

هذه الحسابات والإشارات قد تنفرج الأمور معها قليلا في لبنان اذا كان الاتجاه يميل نحو الإيجابية فتُعيد سعد الحريري رئيسًا مشكِّلًا لا مكلّفًا ومكبّلًا. فكما يقول المثل الصينيّ: وحده من ربط العقدة يستطيع فكّها.

الأيام تمرّ والحريري يغطّ في سبات عميق، لا يتصرّف الرجل وكأنّه مكلّفٌ بتشكيل حكومة في بلد منهار اقتصاديًا. ولا يبدو أيضًا أن من كلّف الحريري معنٍ بالأمر .

الطرفان بانتظار إشارات ليونة من الخارج قد تسهّل ولادة الحكومة وفكّ العقدة.

وحتّى من ادّعى التغيير ورفض الرئيس حسّان دياب وحمّل الرّئيس ميشال عون المسؤولية فاتّجه إلى بعبدا رافضًا، لم يحرّك ساكنًا بوجه الحريري فلم نر تظاهرات واعتراضات ودعوات للاستقالة أمام بيت الوسط. “كبّ الإبرة بتسمع رنّتها” بين الصّفوف المعارضة.

في واقع الأمور، تكليف الحريري دون تأليف هي عقدة ربطها طرفان يتحمّلان مسؤوليتها بالشّراكة والتساوي وبالربح والخسارة.

فيقول الإمام علي بن أبي طالب أن “الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم. وعلى كلّ داخل في باطلٍ إثمان: إثم العمل به وإثم الرّضى بهِ”.

والجميع عن إثم الحريري راضٍ…

 

هادي وهاب

هادي وهاب

باحث في سياسة الشرق الأوسط. حائز على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة إكسيتر البريطانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى