منوعات

الصحف العالمية عن انفجار لبنان: بلد تراكمت فيه المآسي وشعب اعتاد التعامل مع الكوارث

احتلت أخبار لبنان الصفحات الأولى لكبريات الصحف العالمية، التي أفردت صفحات لمتابعة تداعيات الانفجار الذي وقع أمس الثلاثاء في مرفأ بيروت.

الصحف الفرنسية استذكرت انفجارا مماثلاً وقع في مدينة تولوز عام 2011، راح ضحيته 31 قتيلا و2500 جريحاً، مع تفاصيل مرعبة عن تأثير انفجار نيترات الامونيوم على المدى الطويل على سكان المناطق المجاورة للانفجار.

أما الصحف الأميركيّة، فصوّبت على الأزمة الاقتصادية الخانقة وتداعيات الانفجار على الاقتصاد المتهالك.

وأفردت مساحات لقصص إنسانية عاشها مواطنون لبنانيون ومراسلون أجانب، كانوا على خطّ النار، ووجدوا أنفسهم بين الجرحى محاطين بعناية اللبنانيين المعتادين على التعامل مع الأزمات.

صحيفة دايلي مايل عنونت “صور الأقمار الصناعية تكشف عن حجم مروع من الدمار في ميناء بيروت حيث قتل 100 شخص على الأقل وجرح الآلاف مع مسح المستودع من على الخريطة والمباني التي دمرها الانفجار” ووصفت قوة الانفجار بأنها قوة نووية صغيرة.

-أصيبت المراسلة فاحتضنها اللبنانيون

أما “نيويورك تايمز”، فنشرت مراسلتها فيفيان لي مقالاً روت فيه تفاصيل ليلة مأساوية قضتها في بيروت، كانت تغطي الحدث فأصبحت هي الحدث.

فتحت عنوان “كنت ملطخة بالدماء والذهول في بيروت… الغرباء عاملوني كصديقة”.

كتبت فيفيان “في أرض مجبولة بالكوارث، عرف الناس ما يجب عليهم فعله، بما في ذلك مساعدة الجرحى الذين لا يعرفونهم.”

وروت تفاصيل الانفجار الذي أصابها بجروح وحوّل شقتها إلى ركام، قالت إنها فوجئت عندما أخبرها البيروتيون أنهم بعد سماعهم الانفجار الأول هرعوا إلى المداخل لأنهم علموا أن الزجاج سينكسر.

وتابعت “اللبنانيون الذين ساعدوني لديهم ثبات مفجع يأتي من معايشة كوارث سابقة لا حصر لها. جميعهم تقريبًا كانوا غرباء، لكنهم عاملوني كصديقة”.

 

-تراكمت الأزمات على البلد المنهك

أما “واشنطن بوست” فنشرت تحت عنوان “كيف سيؤدي انفجار بيروت إلى تفاقم أزمات لبنان؟” قراءة اقتصادية عن واقع الأزمة التي يعاني منها لبنان.

وجاء في المقال “لبنان ليس غريباً على الاضطراب والدمار. تقع الدولة الصغيرة على جانبي خطوط التصدعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وقد عانت من حرب أهلية استمرت 15 عامًا وانتهت في عام 1990.”.

وتابع المقال “تتراكم المأساة على بلد يعاني بالفعل من أسوأ أزماته المالية منذ عقود ويكافح لاحتواء تفشي فيروس كورونا… منشأة الميناء التي تضررت بشدة هي أكبر بوابة بحرية في لبنان، وبينما تم تخصيص ثاني أكبر ميناء ميناء طرابلس ليكون البديل، تشعر السلطات بالقلق من الطريقة التي ستستورد بها الدولة المعتمدة على الاستيراد المواد الغذائية والإمدادات الطبية والسلع الأخرى التي تشتد الحاجة إليها”.

وأضاء المقال على الأزمة الاقتصادية من انهيار العملة والبطالة والفقر مع ارتفاع سعر صرف الدولار وتراجع احتياطات البنك المركزي، حيث “أصبح نقص الوقود والخبز شائعًا. في لبنان”.

ووصف المقال الكارثة بأنها أسوأ ما عانى منه لبنان منذ سنوات عديدة وأشار إلى غضب المواطنين من المسؤولين الذين تسببوا بإهمالهم بهذه الكارثة.

كما أشار المقال إلى نكبة المستشفيات بين “كورونا” وآلاف الجرحى، وافتقادها إلى المحروقات حيث اضطرت إلى إطفاء المولدات وإجراء العمليات على ضوء الموبايل.

 

-مأساة تولوز تكررت في بيروت

“لو باريزيان” استعادت كارثة مشابهة حصلت في فرنسا قبل 19 عاماً.

فتحت عنوان “في فرنسا ، أيقظت الانفجارات في بيروت ذكريات كارثة AZF”، كتبت الصحيفة “وجود مخزون من نترات الأمونيوم في ميناء العاصمة اللبنانية يذكرنا بالحادث الكيميائي الذي وقع في مصنع تولوز، والذي أودى بحياة 31 شخصا في أيلول 2001. حيث انفجر جزء من مخزون يبلغ 300 طن من نترات الأمونيوم مخصص لإنتاج الأسمدة في حظيرة مصنع كيماويات أسمدة النيتروجين (AZF). سمع الانفجار الرئيسي في أكثر من 80 كيلومترا من المدينة. الطاقة التي تم إطلاقها يمكن مقارنتها بتلك الزلزال بقوة 3.4 درجة.”.

وسلط التقرير الضوء على الأضرار التي تسبب بها الانفجار، وفقًا لدراسة أجراها معهد مراقبة الصحة العامة، إذ أنه وبعد أكثر من ثلاث سنوات من الكارثة، عانى 30 ٪ من ضحايا الانفجار من طنين الأذن، و 15 ٪ من الرجال و 22 ٪ من النساء من الإجهاد ، كما عانى 34٪ من الرجال و 50٪ من النساء عن نوبات الاكتئاب.

 

-القدر المرّ

“فرانس ٢٤” عنونت “انفجارات في بيروت: لا أرى كيف يمكن للبنان أن يتعافى من هذه المأساة الجديدة”

وجاء في المقال “في أعقاب الانفجار المزدوج في مرفأ بيروت، تم تدمير العاصمة اللبنانية.” وتابع “إن اللبنانيين يعانون من مأساة كبرى لبلد أضعفته أزمة اقتصادية وسياسية وصحية خطيرة.سيتعين عليهم أن يشفوا جراحهم للمرة الألف وأن يصدموا صدمة جديدة. البلاد غارقة في أزمة اقتصادية حادة ، والعملة الوطنية في حالة سقوط، وإفقار السكان يتسارع. ناهيك عن وباء Covid-19  الذي جعل الوضع أسوأ، وهو خارج عن سيطرة السلطة المتنازع عليها في الشارع والمتهم القائمون عليها بالفساد وعدم الكفاءة.”.

إيمان إبراهيم

إيمان إبراهيم

صحافية لبنانية، خريجة كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. كتبت في شؤون السياسة والمجتمع والفن والثقافة. شاركت في إعداد برامج اجتماعية وفنية في اكثر من محطة تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى