منوعات
أخر الأخبار

موقف اللبنانيين “الملعونين” حول إنفجار بيروت: دموع وتعاضد وغضب

مساء الثلاثاء مرّ مُراً على اللبنانيين، وكأنّ ما حصل هذا العام من نكبات لم يكفِ، كي تداهمنا فاجعة من العيار الثقيل أصابت قلب كل لبنانيّ .مفقودون، وجرحى وشهداء، هذا ما أسفر عنه الإنفجار الهائل في مرفأ بيروت، والذي تسبّب بمقتل العشرات وإصابة آلاف آخرين، وأحدث أضرارأً جسيمة  في المدينة، خاصة وأنّ المباني السكنية تقع على بعد أميال من الميناء، لتصبح جميعها في حالة خراب. أتى الإنفجار في وقت مجنون بالنسبة للبنان الذي يقع على حافة الانهيار المالي، ويحاول صدّ وباء كورونا في مرحلة إنتشاره الواسعة. الإنفجار ولّد ثورة غضب جديدة في الشارع اللبناني، رافقتها دموع وصرخات إستنكار، ومواقف مساندة، وضجّت مواقع التواصل بصور داعمة لبيروت، بعد أن كان معظم اللبنانيين قد فقدوا إيمانهم بالوطن وعاصمته جرّاء الأزمات المتراكمة.

ردة فعل اللبنانيين الإنسانية والغاضبة على الفاجعة

لحظة إعلان الإنفجار توافد اللبنانيون وبصعوبة إلى المكان: ” ملعونون نحن”  قال شاب عشريني كان ينفض عنه الزجاج المثناثر.  هل كان هذا مركزًا لتخزين الأسلحة؟ ” سأل أحدهم محاولاً الإتصال بأصدقائه. هل ضربها الإسرائيليون؟ حصل إنفجار صغير، ثم إنفجار أكبر، فما سبب الأول؟ ”

وإنتشرت الشائعات والتحليلات وفكرة المؤامرات بسرعة إنتشار موجة الصدمة حتى حلول الليل، حين فضح المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم نظرية الألعاب النارية وألقى باللوم على القيّمين على المستودع كاشفاُ أنّه كان يحتوي على مواد كيميائية شديدة الإحتراق.

بالمقابل، جنّد شبان وشابات أنفسهم لمساعدة أهلهم في بيروت المنكوبة، وقاموا بتسهيل تنظيم الأمور اللوجيستية، كما توافدوا بأعداد غفيرة إلى المستشفيات للتبرّع  بالدم في موقف تعاضدي.

التعاضد الأقوى كان عبر المناشير والتغريدات التي دعى فيها اللبنانيون سكان بيروت لإستقبال المتضررين في منازلهم، مع نشر أرقام هواتفهم لتأكيد صدق النوايا، كما أنشأوا صفحات لتعقّب المفقودين في محاولات لإيجادهم.

على وسائل التواصل الجميع بحالة إنهيار وصدمة، واشتعلت منصتا تويتر وفيسبوك بصرخات الإستنكار والغضب. اللبنانيون  غردّوا مطالبين بإقالة ومحاسبة كل المسؤولين عن الحادثة على الهاشتاغين الأبرز والأعنف في تويتر لبنان: #علقوا_المشانق، و #الإعدام_لبدري_ضاهر (مدير عام الجمارك) الذي حملّه اللبنانيون مسؤولية ما حصل. الهاشتاغ قُوبل بردات فعل عكسية خاصة من بعض مناصري التيّار الوطني الحرّ، الذين ألقوا باللوم على تقاعس الجسم القضائي بالرّد على الكتاب الذي أرسله الضاهر لإعادة تصدير نترات الأمونيوم الموجودة  في المرفأ أو بيعها نظراً لخطورتها، بحسب ما ورد في كتابه المرسل إلى قاضي الأمور المستعجلة بتاريخ 28 كانون الثاني عام 2017.

هذا، ولم تسلم  السلطة الحاكمة من غضب اللبنانيين ليعود هاشتاغ  ثورة 17 تشرين الماضي #كلن_يعني_كلن إلى الصدارة من جديد، حيث تخللّه مطالب بإقالة رئاسة الجمهورية والحكومة ورئيس مجلس النواب.

Hassan Ammar/Associated Press

الموقف الرسمي لإنفجار بيروت

كشف رئيس الوزراء حسن دياب أنّ سبب الإنفجار 2700 طن من نترات الأمونيوم، وهي مواد كيميائية صناعية شائعة تستخدم في الأسمدة، وأعلن دياب يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار،  وقال إنّ المستودع الذي تدّعي السلطات أنه موقع الانفجار كان موضع تحذيرات تعود إلى عام 2014.  وأضاف أنّه “سيكشف عن حقائق” بشأن المستودع قريباً، لكنّه لم يرغب في استباق التحقيق، بحسب قوله. واستنكر دياب ما حصل بحسب  تغريدة نشرها الحساب الرسمي لرئاسة الجمهورية جاء فيها: لن أرتاح حتى نجد المسؤول عمّا حصل لمحاسبته وإنزال اشد العقوبات به، لأنّه من غير المقبول ان تكون شحنة من “نيترات الأمونيوم” تقدّر ب ٢٧٥٠ طناً موجودة منذ ٦ سنوات في مستودع من دون إتخاذ اجراءات وقائية معرضة سلامة المواطنين للخطر.

على صعيد رئاسة الجمهورية، تمّ تشكيل خلية أزمة برئاسة مديرعام رئاسة الجمهورية انطوان شقير، مهمتها مواكبة تداعيات الكارثة التي وقعت في مرفأ بيروت، والتنسيق الحثيث مع خلية الازمة التي شكلت لهذه الغاية والجهات المعنية. وأعلن المجلس الأعلى للدفاع بيروت مدينة منكوبة، كما اعلن حالة الطوارئ لمدة أسبوعين، حيث تتولى السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الأمن

لطيفة الحسنية

 

 

 

 

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى